-->

~*~ ـالمـــحكمـــة .... ~*~

~*~ ـالمـــحكمـــة .... ~*~
    فــي تمام الساعة ثانية عشر مساءاً
    بدأ بائع الصحف بالنداء :- أخبــار ... أخبـــار .... أخبـــار ... أخبـــا ر جديــدة
    أب يسجن أبنــته لأسباب مجهولــة ....
    فبـدأ حب الاستطلاع يسيطــر في نفوس ـالناس ...
    و في صباح ـاليوم ـالتالي ... بدأت ـالتساؤلات حولـ ـالموضــوع ...
    و بــدأ ـالنــاس بتخمينــات ..... وبدأت الإشاعات ... تتــداول حول ـالموضوع ...
    فالجميــع كان ينتــظر ليعلموا ســر جريمة الابنة ....



    ـالفتـــاة :- بدأ القلق يسيطر عليها فموعد ـالمحاكمــة اقتربَ ... جلـست تفكــر كيف سيمضي ذلك ـاليوم .. وما هي ـالأحكام ـالتي ستواجههــا ...

    الأب :- جلــس يفكــر بمصيبته ... وكيــف سيمــضي ذلك ـاليـوم وهــو يرى أبنتــه داخـل قفص الالتهــام ...


    بــدأ ـالناس ينتظــرون... بفارغ ـالصبــر .... موعــد المحاكمة ـالتي أعلنــوا عن تاريخهــا


    فكان موعود المحاكمة في يوم الجمــعة
    ـالمــوافق \ 30/9/2011

    فالكــل يــترقــب ...
    حتى جــاء ذلك ـالمــوعد ـالمشئوم لتلك ـالفتاة ....
    و بدأ ـالنــاس بالدخــول إلـي ـالمحكــمة ...
    و أدخلت ـالفتــاة إلــي قفص الالتــهام ...
    و بــدأت نظراتها تحــوم علي جمــيع ـالأشخاص ـالموجودين و كأنها تبحث عن شخصاً مــا ...
    و بــدأـ نظراتها مرةً توحي بالبكـــاء ... و مرةً توحي بصمــودها وقوتها ...

    فنــظرت ـإلــي والديــها و عيونــها مليــئة بالدمــوع ...
    ففي هذا ـالمشــهد ازداد فضــول ـالنــاس
    ...

    فأرتــفع صوت ـالحــاجب
    بقــوله محــكمة ....
    فـــوقف ـالجمــيع ... فإشارة لهــم ـالقاضــي بالجلوس ...
    وعــم ـالمـكان بـالســكوت .. وبـــدأت ـالنظــرات هـي من تتــحدث ...
    فالكــل يتــرقب .. ينتظـر لحظة إنــزال ـالستــار ...

    ـالفتــاة :- تنــظر إلــي ـالمشــهد وكــأنهــا تشـاهد فلماً سينمائي ...
    بين ـالحلــم و ـالواقع .. أو ـأنها لا تريد ـأن تصــدق ـالواقع ....
    و تـريد ـأن تبــقي في ذلك ـالحلــم ... فقاطــع ـالقاضي حبل ـأفكارها عنــدما بــدأ بالحديــث
    و هنا أدركت بأنها بواقع لا يستحيل الهروب منــه ...



    ـالقــاضـي :- سنعــرض عليـكم جــريمة غــير اعتيــادية فهــي ليست بجريمـة قتــل وكمــا أنها ليست جريمة سـرقة

    بـــدأت علامــات التعجــب مرسومة علــي وجوه ـالحــاضرين ...
    و بدأت تتداول التعليـقات ... حـول حديث ـالقاضي
    فعمــت الفــوضى في ـالمكـــان
    ...

    وهنــا طـرق ـالقاضي بمطرقــته .... وطلب ـالسكــوت من ـالجميع ...
    فعــاد ـالسكــون يحـــتوي ـالمكــان من جــديد ...

    ......

    وقف ـالأب و طلب الأذن من ـالقاضي .... فسمـح له بالحديــث ....


    الأب :- سيـدي ـالقــاضي فهل تسمح لــي ... بأن أعــرض جــريمة أبنتـــي ... للحاضرين ...

    فأشارَ ـالقــاضي ..... بالحديــث

    الأب:- سيــادة ـالمستشرين ... سيــادة ـالحــاضرين


    ـاليــوم سأحدثكم عن جريمة أبنــتي ... قــامت بطعني من خلــف ظهري
    كنت أظــن بأنهـــا من ـأفضــل الفتيات ـالعالم ...

    ولكن تلك ـالفتــاة قد خــاب ظنــي بها ....
    لم ـأعلم بأنها طوال تلك ـالفتــرة وهــي

    تخطط لخيانــتي ...

    فتوقف الأب قليلا عن ـالحديــث عند سماع صوت بكــاء ـأبنتيه ....
    .....

    سيـدي ـالقاضــي كــل شخص فينــا يحب أن يكــون ـأبنائه أعظــم ما فـي الوجــود ...
    اكترثت ـالكثير من الوقت لكي أخطط وأرسم لهم للمستقبل مشــرق ....
    فــوضعت أسسي ومبادئي لتربيتهم ...
    فلم أتعامل معهم كأب و أبنــاء .. فجعلت الصداقة أساس علاقتنــا ....
    وجعلـــت ـالصــراحة أساس حياتنا ...
    و تحدثت لهم عن تجاربي في هذه الدنـــيا ...
    فطلبت منــهم بـــألا يخوضوا تلك ـالتجــارب .... \

    فاكتشفت بأن أبنتي أصرت علي خوضهــا ...

    فتلك هي جـــريمــة أبنـــتي
    ـالخيــانة ...

    فخيانتــها كانت عندما أعطيتها كل تــــجاربي .... و رفــضت بأن تستــمع أليهم ... فقد كــانت تــريد ـأن تخوضها بنفســها ...
    فــوقعت بذلك ـالذي يسمي بالحــب ...
    فقــد كانت تبحث عن ذلك ـالحب ...
    تبحــث عنــه دون أن تعلم مــا هو مخــاطره ...
    حتــى وقعــت فيــه دون علمــي !!
    فقد خانتنـــي ...
    تلك ـالخـــائنة ...

    ....

    وهنــا أنتهي دور الأب من ـالحديــث عن تهمة أبنتيه ...
    فقام ـالقــاضي بالرفــع ـالجلســة ...
    ليقوموا بعد ذلك بإعطــاء فرصة للفتــاة لدفــاع عن نفســها ....
    ومن بعد ذلك تقــديم ـالشــهود ....

    ......
    و بــدأت ـالفتــاة تفــكر بكيفية ـالدفـــاع عن نفســها ...

    و للمرة ثــانية ـأرتفع صوت ـالحــاجب ...
    فطــلب ـالقاضي أخراج ـالفتــاة من قفص ـالالتــهام ...
    لكــي تقوم بالدفــاع عن نفســها ...

    نظــرت ـالفــتاة ـإلي جمــيع ـألحــاضرين .. وقفــت أمــام ـالقــاضي ... بكــل كبــرياء ... وبــدأت بالحديـــث ....

    ـالفـــتاة :- سيــدي ـالقــاضي لا ـاستطيع إنــكار مــا قالــه والــدي ...
    فهو قــام بتربيتنــا ـأفضل تربيــة ... وقــام بتعليمــنا ... ولكن هل تسمح لـي بسؤال ؟؟؟


    ــالقــاضي :- تفضــلي

    سيــدي ـالقــاضي ... أتعتــقد بأن تعليمــنا بالمدارس وـالجامــعات و تجــارب غيرنــا أهو كــافي لتعلمنــا من ـالدنيــا !! >
    سيــدي ـالقــاضي إن لــم أخض ـالتجــارب بنفسي فكيف لي أن أعلــم أولادي؟؟ ... فكيــف لي أن أربيهم؟؟ ... فكيــف باستطاعتي حــل مشــاكلهم ؟؟...
    سيــدي ـــالقــاضي إن كنت توافق والدي بأن أكتــفي بتجــارب غيــري
    فأنــا سأقف بكل قــوة وـأعترف بتلك ـالأخطاء ـالتي ارتكــبتها ...
    ولــكن لا تنسي ...
    لا تنسي بأنكم ـأنتــم من قــام بتعليـــمنا ...
    بــان من ليــس لـــه مــاضي ليـــس له حــاضر
    وعنــدما نبــدأ بخوض تجـــاربنــا ... نجــدكم بطـــريقنا ... ونجــدكم ـأول من يلومــنا علــي ـأفعالنــا ...
    فكــيف لي أن أبني حــاضري ومستقبلــي طالمــا ليـس لي مــاضي ....
    سيــدي ـالقــاضي عنــدما نأتي ونقول لشخص ما لا تفوت من ذلك ـالبــاب ... دون ـأن نشــرح له .. وقمت بذهاب وتــركه ...
    فذلك ـالشخص لن يسمــع ـالكــلام ... لأنه ـأصبح لديه حب الاستطلاع ...
    حتى إن كــان ذلك ـالبــاب يــؤدي إلي طــريق جهنــم ...
    سيــدي ـإن والــدي عــرض لي تجــاربه ... وقــال لي ـالكثير من ـالقصص ..
    ..
    ـالتي خــاضها في تلك ـالحيــاة ... فهـل تظــن من خــاض ـالتجــربة وتعلــم منهــا !! مثــل من سمــــع بهـــا !!
    ـأن خيــانتي لـوالدي هـــي ـالخــوف من ـأن ـأصــارحه ... لأنك ذلك ـالطــريق خط أحمر بالنسبــة لــه .... فكيــف لــي ـأن ـاخبره ...

    فتوقفت ـالفتــاة للحظة تعــيد بهــا ذكرياتها ـالجميلة .... فنــظرت ـإلي ـالقــاضي وابتسمت بســخرية وبــدأت بالحديــث .....

    ـإن ـأجمــل شيء فـي هذه ـالدنيــا بأن يــدق قلبــك للحـــياة ...
    فـــالحب يعطــي للحيـــاة طعمــاً
    تحــلو ـالدنيــا بمـــذاقها ِ ... يجعــلك مقبلاً علي ـالحيــاة ... محبــاً للآخـــرين ...
    ينــزع ـالحقد وـالكــره من قلبــك و ينبت ـالــود وـالمحبـة فــــي قلبــك ...
    فهـــل جـــريمتي بأننــي ــأحببـــت .... فهــل ـالقــانون يحــاسب كل شخـــصا ـأحــب .. أو لأنــه جعــل قلبــه يــدق ... فلمــا لا تحــاسبون أولئك ـالذين ملئوا قلوبــهم بالحقــد وـالكــره ... وكرسوا حيــاتهم من ـأجــل ـالانتــقام من الآخــرين ...
    فيا لــه من قــانون ـأحمــــق !!!
    ...
    فأنــا ـالآن ــأقف ـأمــامك سيــدي ... و ـأن كنــت تــريد تحـــاسب ـأحداً ... فأنــا من سيتحــمــل ذلك ـالعــقاب ... لأنني سأقــف بوجــه أيــاً كــان يحــاول ـبأن يــؤذي حبيبي .....
    فــجــريمــتي لا يــمكن ـأن يحــاسب عليهــا ـالقـــانون ... فأن كنــت ستخــالف ـالقــانون فعليــك بالعــدل ....
    فعليــك بإعـــدام كـــل شخــص غنــــــى

    لذلك ـالحــب ...



    وعليـــك بإعــــدام كــلاً من ـأراد بالارتبـــاط من ـأجــل ـالزواج ....\

    ولكـــنك ستقف عند حبيــبي لأنك ستجـــدني بطــريقك ....

    .......
    ـأنتــهي دور ـالفتـــاة من ـالدفــاع عن نفســها وجــاء ـالآن دور تقــديم ـالشهــود
    ـأعادوا ـالفتــاة ـإلي قفص ألالتــهام ...
    و بــدأت ـالفتـــاة تتــرقب بنظـــراتها ....
    و بــدأت تفـــكر و تخمــن بمــن سيقف للشهادة ضدهــا
    وعنــدما دخــل ـالشـــاهد شهــقت ـالفتـــاة من هــول ـالمفــاجئة ...
    ......
    ـالقــاضي :- ـأحلـــف ـاليمـــين ....
    ـالشـــاهد:-و بعــد حلفــه لليمـــن... وقــف يتـــرقب ـالأســئلة ... و ـالخــوف بــادية عليــه ... فنـــظرَ ـإلـــي ـالفـــتاة ...

    ـالقــاضي :- هــل تعــرف تلك ـالفتــاة ؟!

    ـالشـــاهد :- و بــعد تــردد ... قــال نعــم يــا سيــدي ....

    ـالقــاضي :- وكــيف بــدأت قصـــتكم ؟!

    ـالشــاهد :- نظــرَ ـإلي ـالفــتاة قائلا .... هـــي من بــدأت ذلك ـالطــريق ...
    فهــي من بــدأت بالحــديث معـــي ....
    فــأنا علي ـالاستعــداد لإثبــات ذلك ...
    .......
    هنـــا صــرخت ـالفتـــاة بأعلـــى صوتــها قائلةً يا لك من ـإنســان بــارع بالــكلام ... ســـأعدك عنــدما تنـــتهي من حديثك مع سيــدي ـالقــاضي سأكــون ـأول ـالمصفقـــين للإعترفاتك ـالرائــعة ....
    فنـــظرَ ـإلــي ـالفــتاة قــائلاً ومــا ـألذي تريـــدينه منــي ؟؟ّ
    كنـــت ـأريــد منــك شيء غــير ذلك ..... بـأن تقــف بجــانبي ... وليــس بجــرحي وطعــــني
    وهــل تظنـــين بأنني الآن ألعـــب دور ـالمحــامـــي ...
    فــأنا ـالآن متهم ... فكلانا نلـعــــب نفـــس ــالدور ...

    فصمتَ كلاهمــا ... وبــدأت ـالنظــرات هــي من تتحــدث عنهمــا ...
    نــظرة تــوحي بالعتــاب وآخري تـــوحي بالكــره ...
    وآخري تــوحي بالحــزن ...
    وـأنتهي دوره ليــأتي ـالآن دور ـالقـــاضي .........

    ـالقـــاضي :- مــا رأيك ... هــل كــان ذلك ـالشــاب يحـــتاج كــل هذه ـالتضحية ... وهل كــان يســــتحق بــأن تضحــي بوالدك من ـأجلـــه ؟؟؟

    ـالفتـــاة :- سيــدي ـالقــاضي ـأعلــم بأنني ــأعيــش في غابة لا يــوجد بهــا إلا ـالذئــاب ...
    ولكــنني ســـأقول كلمـــتي وسـأصــرخ بهــا بأعلــى صــوتي
    ـإن كــان هـذا ـالصــديق ـالذي خانني فهــو بالأصــل ـإختيــاري ...
    ـإن كــان هذا ـالحــــب ـالذي ـابكـــي عليــه من قلبـــي ندمـــاً فقــد كــان قراري
    ....
    سيـــدي ـالقـــاضي فلا تســألنــي ـإن كــان يستـــحق ذلك ـالتضحيــة ـأم لا ...
    لأن قلبـــي يهواه ...
    و روحــي تلقــاه ...
    فـــأنا ـأحببتـــه مهمــا كـــان ... ومهمــا سيكــون ...
    وســأظل ـأحبــه .. حتــى يتوقف قلبــي عن دقــاته ...

    ـأبــي لا تـغضب من ـأبنتــك
    ....
    لأن قلبــها دق لهذه ـالحيــاة .... لا تغضـــب ـإن ـأحببتُ ولــن ـأخبـــرك ...
    فــكن متســامحاً رحيمـــاً ... فأننـــي بحــاجتــك ـاليــوم ـأكثــر من قبــل ....

    .....
    وهنـــا رفعت ـالجلســة ليبدأ كلاً من ـالقــاضي و ـالمستشــرين بالمداولة ...
    و رفعــة صوت للحــاجب للمــرة ـالأخيــرة
    محكمـــة
    وقفت ـالفتـــاة و وقف ـالحــاضرين
    و ـأشارَ أليهــم بجلـــوس
    تتــرقب ـالفتــاة و تنتظــر ـالحكــم بفــارغ ـالصبــر ..
    وهنــا أعلــن ـالقــاضي حكمــه بحبـــس قلــــــــــــب ـالفتــــــــــاة ....

    وهنــا وقفـــت ـالفتــاة تصـــرخ بأعلــى صوتــها
    قائلةً سيـــدي ـالقــاضي تعلمـــت من ـالحيــاة ـأن لا ـأنــدم علي شيء قمـــت بيــه ,,, لأن من نــدم عن ـأفعــاله لــن يتعلــم من ـأخطــائه ....

    و لســـت ـأنت من سيتحكـــم بقلبــي ... فأنــا من يتحكــم بيه .. ولن تستطيــع قتــل تلك ـالمشــاعر طالمــا قلبي مازال يــدق ....
    وـأنا ســأقف و ـأقـــول لا و ـألف لا و سحـــقاً لمـــن يــريد ـأن يتحكــم بقلبــي ـالمسكين ... لا تخــف يا قلبــي ســأعيد لك ـالحيــاة و سأعيد لك ـالحــرية .... فلن يستطيعوا حبســـك .... و سأفضــل ــأحمـــيك من طعـــن ـالآخــرين ...

    فبـــدأ ـالجمـــيع بالصـــراخ و ـالاعتـــراض علـــي حكـــم ـالقــاضي ...
    و بدأ بالقـــول ـإن كــانت خيـــانتها بهــذا ـالشكــل فيــا مرحبـــا بكل من يـــريد خيانـــــتنــا ....



    The End

    إرسال تعليق