-->

فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي

فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
    بسم الله الرحمن الرحيم

    فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي

    وأما قوله : { فليستجيبوا لي } فإنه يعني : فليستجيبوا لي بالطاعة , يقال منه : استجبت له واستجبته بمعنى أجبته , كما قال كعب بن سعد الغنوي : وداع دعا يا من يجيب إلى الندى لم يستجبه عند ذاك مجيب يريد : فلم يجبه . وبنحو ما قلنا في ذلك قال مجاهد وجماعة غيره . 2389 - حدثنا القاسم , قال ثنا الحسين , قال : حدثني الحجاج , عن ابن جريج , قال : قال مجاهد قوله : { فليستجيبوا لي } قال : فليطيعوا لي , قال : الاستجابة : الطاعة . 2390 - حدثني المثنى , قال : ثنا حبان بن موسى , قال : سألت عبد الله بن المبارك عن قوله : { فليستجيبوا لي } قال : طاعة الله . وقال بعضهم : معنى { فليستجيبوا لي } فليدعوني . ذكر من قال ذلك : 2391 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني منصور بن هارون , عن أبي رجاء الخراساني , قال { فليستجيبوا لي } : فليدعوني .

    وَلْيُؤْمِنُوا بِي

    وأما قوله : { وليؤمنوا بي } فإنه يعني : وليصدقوا , أي وليؤمنوا بي إذا هم استجابوا لي بالطاعة أني لهم من وراء طاعتهم لي في الثواب عليها وإجزالي الكرامة لهم عليها . وأما الذي تأول قوله : { فليستجيبوا لي } أي بمعنى فليدعوني , فإنه كان يتأول قوله : { وليؤمنوا بي } : وليؤمنوا بي أني أستجيب لهم . ذكر من قال ذلك : 2392 - حدثنا القاسم , ثنا الحسين , قال : حدثني منصور بن هارون , عن أبي رجاء الخراساني : { وليؤمنوا بي } يقول : أني أستجيب لهم .

    لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ

    وأما قوله : { لعلهم يرشدون } فإنه يعني : فليستجيبوا لي بالطاعة , وليؤمنوا بي فيصدقوا على طاعتهم إياي بالثواب مني لهم وليهتدوا بذلك من فعلهم فيرشدوا كما : 2393 - حدثني به المثنى , قال : ثنا إسحاق , قال : ثنا عبد الرحمن بن سعد , قال ثنا أبو جعفر , عن الربيع في قوله : { لعلهم يرشدون } يقول : لعلهم يهتدون . فإن قال لنا قائل : وما معنى هذا القول من الله تعالى ذكره ؟ فأنت ترى كثيرا من البشر يدعون الله فلا يجاب لهم دعاء وقد قال : { أجيب دعوة الداع إذا دعان } ؟ قيل : إن لذلك وجهين من المعنى : أحدهما أن يكون معنيا بالدعوة العمل بما ندب الله إليه وأمر به , فيكون تأويل الكلام : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب ممن أطاعني وعمل بما أمرته به أجيبه بالثواب على طاعته إياي إذا أطاعني . فيكون معنى الدعاء مسألة العبد ربه وما وعد أولياؤه على طاعتهم بعلمهم بطاعته , ومعنى الإجابة من الله التي ضمنها له الوفاء له بما وعد العاملين له بما أمرهم به , كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : " إن الدعاء هو العبادة " . 2394 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جويبر , عن الأعمش , عن ذر , عن يسيع الحضرمي , عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الدعاء هو العبادة " , ثم قرأ : { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } 40 60 فأخبر صلى الله عليه وسلم أن دعاء الله إنما هو عبادته ومسألته بالعمل له والطاعة وبنحو الذي قلنا في ذلك ذكر أن الحسن كان يقول . 2395 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : حدثني منصور بن هارون , عن عبد الله بن المبارك , عن الربيع بن أنس , عن الحسن أنه قال فيها : { ادعوني أستجب لكم } 40 60 قال : اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله أن يستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله . والوجه الآخر : أن يكون معناه : أجيب دعوة الداع إذا دعان إن شئت . فيكون ذلك وإن كان عاما مخرجه في التلاوة خاصا معناه .


    دعواتكم

    إرسال تعليق