-->

شفقة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم - على أمته.

شفقة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم - على أمته.
    قال الله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم * فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} (التوبة:128-129)، وقال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} (الأنبياء:107).
    عن أبي موسى الأشعري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعينيَّ وإني أنا النذير العُرْيَان(1) فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذَّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبَّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم؛ فذلك مثل من أطاعني فاتَّبع ما جئتُ به ومثل من عصاني وكذَّب بما جئت به من الحق" البخاري (6854) ومسلم (2283).
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد ناراً فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه، فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيه)(2) وفي رواية قال: "فذلكم مثلي ومثلكم أنا آخذٌ بحُجَزِكُم عن النار هَلُمَّ عن النار هلم عن النار فتغلبوني تَقَحَّمُون فيها" متفق عليه البخاري (6483) ومسلم (2285).
    وعن أنس رضي الله عنه قال: "ما رأيت أحداً أرحمَ بالعيال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) مسلم فضائل (2316).
    وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم، فقالوا: لكنا والله ما نقبل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وأملك إن كان الله نزع منكم الرحمة"(3) مسلم (2317).
    وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ الأقرعَ بنَ حابس أبصر النبي -صلى الله عليه وسلم- يُقَبِّلُ الحسن فقال: إنَّ لي عشرةً من الولد ما قبَّلْتُ واحداً منهم فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّه من لا يرحم لا يُرحم" مسلم (2318).
    وعن جرير بن عبد الله قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل". البخاري (6941) ومسلم (2319).
    .................
    الهوامـــش:


    (1) شبَّه نفسه -صلى الله عليه وسلم- بالنَّذير العريان الحريص على سلامة أمَّته -صلى الله عليه وسلم-.
    (2) هذا فعل العصاة من أمته -صلى الله عليه وسلم- وليست كل الأمَّة هكذا والحمد لله.
    (3) إنكاراً منه -صلى الله عليه وسلم- عليهم.
    (4) الجزاء من جنس العمل. فتراحموا فيما بينكم أيها المسلمون وتعاطفوا كما أمركم الله تعالى بذلك وإيَّاكم والقسوة والشدَّة.




    مقتبس من كتاب مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم و حقوقه.


    لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي .

    إرسال تعليق