-->

أنواع العلاقات الحية

 أنواع العلاقات الحية
    النحل يتغذى بالزهور و الزهور تتكاثر بالنحل
    منقول من عدة مقالات علمية
    من خلال مراقبة العلماء لتفاعل و حركة الكائنات الحية أمكنهم ملاحظة سبعة أنواع من العلاقات بين الكائنات الحية .. و من أجل تصنيف هذة العلاقات يمكن إفتراض وجود إثنين من الكائنات : الكائن (أ) و الكائن (ب) ..
    •  التنافس Competition

    حيث يتسابق الكائن (أ) و الكائن (ب) على الموارد سواء كانت غذاء أو مسكن او جنس. و في العادة يكون التنافس بين الكائنات الحية التي تنتمي إلى نفس النوع أقوى وأشد بكثير من التنافس بين الكائنات الحية التابعة لأنواع مختلفة، لأن أفراد النوع الواحد يكون لهم نفس المتطلبات والاحتياجات البيولوجية.
     مثال : العلاقة بين الضواري من نفس النوع.
    • الإفتراس Predation

    حيث يقوم الكائن (أ) بقتل الكائن (ب) من أجل استهلاكه كغذاء .. إن لم يموت (ب) لا يحسب إفتراسا.
     مثال : العلاقة بين آكلات اللحم (الأسد مثلا) و آكلات النباتات (الغزال مثلا)
    •  التطفل Parasitism

    حيث يقوم الكائن (أ) بالعيش متطفلا على الكائن (ب) و يتغذى عليه أو على غذاؤه. الكائن (أ) هنا يكون طفيلي و الكائن (ب) عائل و يجب أن يضر الكائن (أ) الكائن (ب) .. و إن لم يحدث ضرر للكائن (ب) لا تحسب العلاقة تطفلا.
     مثال : علاقة البلهارسيا بالإنسان حيث يتغذى على دماؤه .. و كذلك علاقة الجنين بالأم و علاقة الأطفال بوالديهم.
    •  النفع Commensalism

    حيث يقوم الكائن (أ) بتحقيق نفع من الكائن (ب) .. لكن الكائن (ب) لا يحدث له أي ضرر.
    •  التعايش التعاوني Protocooperation
    حيث يقوم الكائن (أ) بالتعاون مع الكائن (ب) لتحقيق منفعة متبادلة لكليهما .. على ان التعاون لا يكون إجباريا أو يعتمد عليه موت أيا من الكائنين.
     مثال : إزالة الطيور للآفات الموجودة على أجسام الأبقار .. فإذا توقف التفاعل، يمكن للطائر إيجاد مصادر غذائية بديلة و البقر لا يعتمد على هذا لبقاؤه على قيد الحياة.
     مثال آخر : علاقة الزواج بين الرجل و المرأة.
    •  التكافل Mutualism
    حيث يقوم الكائن (أ) بالتعاون مع الكائن (ب) لتحقيق منفعة متبادلة لكليهما .. على ان التعاون بينهما يكون إجباريا و يعتمد عليه موت أحد الكائنين أو كلاهما.
     مثال : النحل والزهور، فالنحل يحصل على الغذاء من الزهور، والزهور تحصل حبوب اللقاح حين يقوم النحل بنقلها من زهرة إلي زهرة. فإذا لم يجمع النحل حبوب اللقاح و يقوم بنقلها، فإنه سيفقد مصدر غذاؤه كما سيفقد الزهر قدرته على التكاثر و البقاء.
    •  النشوء التعايشي Symbiogenesis
    هو اندماج الكائن (أ) مع الكائن (ب) وتشكيلهما لكائن حي جديد.
     و في هذا السياق علينا ان نأخذ بعين الاعتبار البكتريا التي تعيش في الإنسان وعلى الإنسان، من اجل فهم آلية عمل الإنسان. إذ ان مجموع هذه البكتريا وجسد الإنسان يشكلون جسما مركبا واحداً، وعندما نتكلم عن البكتريا فنحن نتكلم عن عدد هائل من الكائنات إذ يعيش في جسد الإنسان الواحد عدد من البكتريا أكبر بعشرة مرات من مجموع عدد خلايا الجسد نفسه. بل واكثر من ذلك، فمجموع الجينات التي حصلنا عليها من البكتريا أكبر بمئة وخمسين مرة من الجينات التي ورثناها عن امنا وابونا. بمعنى اخر، ومن الناحية الجينية نحن بشر بنسبة اقل من واحد بالمئة. ومع ذلك فنحن الآن فقط بدأنا ننتبه إلى دور البكتريا في نشوئنا والتأثير علينا.
     ليس فقط ان الإنسان يتضمن عشرة بليونات من البكتريا وانما هذه البكتريا أيضا تحتوي بدورها على فيروسات. في دراسة سابقة ظهر ان تؤأم وامهم كانوا يملكون مجموعات خاصة من الفيروسات وان هذه الفيروسات كانت مستقرة على طول فترة حياتهم. وفيروسات بكترياتنا غير ممرضة ولاتضر البكتريا وانما تقدم لهم على الدوام جينات جديدة. بمعنى اخر كانت الفيروسات هي مصدر الجينات التي تستخدمها البكتريا من اجل تفسيخ كربونات الهيدرات وبناء الاحماض الامينية. اي ان الفيروس والبكتريا والإنسان يعيشون في نسق واحد.
     الكثيرين اليوم يعلمون اهمية الاهتمام بالبكتريا التي تعيش في معدتنا وامعائنا، على الاقل بفضل اعلانات شركات الطعام. ولكن لايجوز النظر إلى البكتريا وكانها نوع من الإضافة لتهدئة الامعاء المضطربة، إذ ان دورها أكبر بكثير من ذلك. البكتريا جزء حيوي من الجسد ليتمكن من القيام بوظيفته. نحن والبكتريا تطورنا مع بعض وفي تلاحم تام عبر ملايين السنوات ليصبحوا جزء منا، وإذا تعرضت مستعمرات البكتريا المتوحدة معنا إلى الضرر ستواجهنا الكثير من المشاكل.
     البكتريا تساعد جهاز الهضم على تفكيك الطعام واستخراج الطاقة والمواد الغذائية من الطعام والتي، بدونهم، لن نصل إليها ابداً. ولكنها أيضا تسبب العديد من التهابات الامعاء. غير انهم يلعبون دورا رئيسيا في نشوء المناعة وحتى في نشوء الجهاز العصبي إذ يبدو أن للبكتريا دور في تشكيل الدماغ.

    إرسال تعليق