-->

عشتار ونصف رجل

عشتار ونصف رجل

    يُغريها هدوء المكان ، باحثة عن أسباب المتعة معه ، كل عرق فيها كان نابضاً من وطأة الحب وشدة الظمأ
    تريده بشدة ، مالها ووعظ الناسكين وإرشاد المهتدين ، ومالها عن فصل الروح عن الجسد
    يَعُزُ عليها تقاطر الليالي معه هدراً دونما لقاء ، إنه زمنٌ مقسوم لها، وحبه كان قيداً يُلزُها من أول يوم عرفته
    قالت له : أحبك اعترافاً وإذعاناً وإخلاصاً ، أحبك رغم تلاعبك ، رغم فرحك في تعذيبي
    قالتها وهي تعرف أن لارجوع عن الصواب دونه ، حتى جسدها لجلاله تابعاً مملوكا
    طال توددها ، وطال نداؤها ، أما هو فكان حجراً أصماً أصلدا ، ما وصل منها اليه رسول ، وما رأى بين رمشيها نجمة ، وما استراحَ عناؤها من اللهاث خلفه لحظة
    قالتْ وقالتْ ، وما نالتْ منه إلا ما نال المشرقُ من المغرب .
    سكتتْ وسكت ، انحنى للخلف قليلا ، نظرَ إلى ساعته المعطلة ، أشعل سيجارة رخيصة ..
    ������
    ثم انهمرتْ عيناه بالدموع .

    إرسال تعليق