-->

هل نعود يوما

هل نعود يوما

    يافتاح ياعليم يا رزاق يا كريم


    -- خير يا عم مصطفى مالك


    -- على الصبح كده المشرف ابلغنى بماسورة انفجرت ياعم جرجس


    -- طيب سلمها لله الاول وتعالى غير ريقك بلقمتين


    وجلسا سويا يتناولان افطارهما كعادتهم


    تحركت القافلة وهى تضم 7 افراد تحت رئاسة عم مصطفى لاصلاح الماسورة وجلسوا


    بالسيارة والهم يعلو وجه مصطفى وبادره جرجس

    مالك يا ابو حسن ايه اللى شاغل بالك
    n والله يا ابو مينا كل ما احوش فلوس لجهاز البنت هيام تطير على اخواتها
    n كان الله فى العون بص يا عم مصطفى صلى عل النبى
    n عليه افضل الصلاة والسلام يا ابو مينا
    n انا هقبض جمعية الشهر الجاى ومش محتاجها الان لسه قدامى سنتين على ما احتاجهم
    n لا يا ابو مينا انا عارف ظروفك
    n ولا كلمة يا عم مصطفى
    n اسمع بس مجد سيدك الاول
    n المجد لله فى السماء هى كلمة ولا يمكن ارجع فيها ولا عايزنى احلف بالطلاق
    فقهقه مصطفى وجرجس حتى التفت اليهم الجميع
    يلا يا رجالة الهمة ورانا شغل كتير . وابتدأ الرجال فى حفر مكان العطل وظلوا
    يوسعون الحفرة وجرجس فى انتظار انتهائهم ليبدأ عمله الفنى فى الاصلاح .
    وعند خروج العمال كان جرجس يشق طريقه وسط المياه التى غمرت ركبته
    وجلس مصطفى بجوار الحفرة يمده بالمعدات ويتندران بما اعلنته الصحف من
    قيمة العلاوة الاجتماعية القادمة واعلان بائع الفول زيادة اسعار الساندويتشات من الان
    وطبعا الكل هيرفع الاسعار الطاق طاقين
    ربنا يرحمنا ياعمنا انهى مصطفى الحديث وقام بجوار السيارة
    تعالت صرخة عالية فجرى الجميع لمصدرها ليروا جرجس يغوص الى اسفل ويداه
    تصرخان , نادى مصطفى على زميلهم احمد
    - مد ايدك له يا احمد وحاول تشده
    - معلش يا عم مصطفى اعصابى بتخونى
    - مد ايدك يا حنا جرجس بيغرق فى البركة
    - ما ينفعش يا عم مصطفى يمكن تكون الكهربا مسكته نتصل بالمطافىء احسن
    - داهيه تلمكم وشمر قدماه وطلب منهم ان يمسكوا يده اليسرى
    ومد الاخرى الى جرجس ينتشله وبرغم نجاح المحاولة فى بدايتها الا ان يد جرجس
    تشبثت بكل شدة كأن شىء يجذبه لاسفل فصرخ
    - اتركنى يا عم مصطفى
    - والعرق يتصبب من وجهه وفيه حد بيسيب اخوه يا عبيط
    وفى لمح البصر كان مصطفى يجاور صديقه جرجس ويشقان طريقهم لاعماق البيارة
    ولم يجرؤ احد ان يجازف بعمره ووقفا ينتظران المطافىء لتنتشل جسدان عاشا سويا
    وكتبت عليهم كلمة النهاية فتفرقا كلا منهم فى مقبرته وروحيهما متلازمة

    إرسال تعليق