-->

موسوعة الأمراض النفسية

موسوعة الأمراض النفسية
    مقدمة
    فى المرض النفسى يشعر المريض بالحيرة، وحيرة المريض تنبع من وجود اضطراب في أحاسيسه وأفكاره . وكذلك تشعر أسرة المريض بالكثير من التساؤلات حول المرض وأسبابه وعلاماته وطرق علاجه ومستقبل المريض.ويأتى المريض وأسرته إلى الطبيب النفسى محملين بالكثير من التساؤلات ، وإذا لم يستطع الطبيب إعطائهم الوقت الكافى للرد على تساؤلاتهم فان ذلك يؤدى إلى زيادة حيرة المريض وأسرته ، وكذلك قد يؤدى الأمر إلى انتكاس المرض بسبب عدم معرفة المريض وأسرته أهمية العلاج والفترة اللازمة لتحسن المرض بهدف الوصول للشفاء الكامل بإذن الله

    وتتضمن الموسوعة الموضوعات التالية :
    أولا - الوسواس القهرى
    ثانيا - القلق النفسي
    ثالثا - مـرض الفزع
    رابعا - كيف نحمي أطفالنا من المشاكل النفسية
    خامسا - الرهاب

    أولا - الوسواس القهري

    ما هو مرض الوسواس القهرى
    أعراض مرض الوسواس القهرى
    معاناة مريض الوسواس القهرى
    هل المرض ينتقل بالوراثة
    أسباب مرض الوسواس القهرى
    س & ج حول مرض الوسواس القهرى
    مدى انتشار المرض
    وسائل علاج مرض الوسواس القهرى
    كيف تستطيع الأسرة المساعدة


    الوسواس القهرى
    الوسواس القهرى هو نوع من التفكير -غير المعقول وغير المفيد- الذى يلازم المريض دائما ويحتل جزءا من الوعى والشعور مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير مثل تكرار ترديد جمل نابية أو كلمات كفر فى ذهن المريض أو تكرار نغمة موسيقية أو أغنية تظل تلاحقه وتقطع عليه تفكيره بما يتعب المصاب ..وقد تحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كل إنسان فترة من فترات حياته، ولكن الوسواس القهرى يتدخل ويؤثر فى حياة الفرد واعماله الاعتيادية وقد يعيقه تماما عن العمل .

    وإذا تم تشخيص حالتك أو حالة شخص تهتم به على أنه مصاب بمرض الوسواس القهري المرضي، فقد تشعر أنك الشخص الوحيد الذي يواجه صعوبات هذا المرض. ولكنك لست وحدك لان نسبة هذا المرض حوالي 2% وهذا يعني انه يعاني حاليًا واحد من كل خمسين من الناس من هذا المرض ، وربما كان ضعف هذا الرقم قد عانوا من هذا المرض المرضي في فترة ما من حياتهم. ولكن لحسن الحظ، فإن العلاجات الفعالة متوافرة حاليا لهذا المرض لمساعدتك على الحصول على حياة أكثر راحة. وفيما يلي نورد بعض الإجابات للأسئلة الأكثر شيوعًا حول مرض الوسواس القهري.


    ما هو مرض الوسواس القهري
    إن أحاسيس القلق والشكوك والاعتقادات المرتبطة بالتشاؤم والتفاؤل - كل هذه أشياء عادية في حياة كلا منا . ولكن، عندما تصبح هذه الأشياء زائدة عن الحد كأن يستغرق إنسان في غسيل اليدين ساعات وساعات أو عمل أشياء غير ذات معنى على الإطلاق - كأن تقود سيارتك مرات ومرات حول منطقة سكنك للتأكد من أن حادثة ما لم تحدث، عندئذ يقوم الأطباء بتشخيص الحالة على أنها حالة مرض الوسواس القهري. ففي مرض الوسواس القهري، يبدو وكأن العقل قد التصق بفكرة معينة أو دافع ما وأن العقل لا يريد أن يترك هذه الفكرة أو هذا الدافع. يقول المرضى بهذا المرض أن الأمر يشبه حالة فواق "زغطة" عقلي لا تريد أن تنتهي.

    ما هي أعراض مرض الوسواس القهري:
    يتضمن مرض الوسواس القهري عادة أن تكون هناك وساوس و أفعال قهرية، على الرغم من أن المصاب بمرض الوسواس القهري قد يعاني في بعض الأحيان من أحد العرضين دون الأخر. ومن الممكن أن يصيب هذا المرض الأشخاص في جميع الأعمار. ويجب أن نلاحظ أن معظم الوساوس القهرية لا تمثل مرضًا… فهناك طقوس معينة (مثل الأغانى التي تُغنى قبل النوم، و بعض الممارسات الدينية) والتي تعتبر جزءًا من الحياة اليومية والتى تلقي ترحيبًا من الجميع.أما المخاوف العادية -مثل الخوف من العدوى بمرض ما والتي قد تزيد في أوقات الضغط العصبي كأن يكون أحد أفراد الأسرة مريضًا أو على وشك الموت- فلا تعتبر مثل هذه الأعراض مرضًا ما لم تستمر لفترة طويلة، وتصبح غير ذات معنى، وتسبب ضغطًا عصبيًا للمريض أو تحول دون أداء المريض للواجبات المناطة به أو تتطلب تدخلا طبيا .

    الوساوس:
    الوساوس هي الأفكار والصور والدوافع الغريزية التي قد تحدث بشكل متكرر وتحس بأنها خارجة عن إرادتك. وعادة لا يريد الشخص أن يفكر بهذه الأفكار ويجدها مضايقة له ويجد نفسه مرغمًا عليها ويحس عادة بأن هذه الأفكار لا معنى لها في الحقيقة.وقد يقلق الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري بشكل زائد عن الحد من الجراثيم والأتربة وقد يحسون أنهم مرغمين على التفكير بشكل مستمر في فكرة أنهم قد التقطوا عدوى أو أنهم سيعدون الآخرين. وقد يفكر هؤلاء الأشخاص بشكل متكرر في أنهم قد آذوا شخصًا ما …ربما خلال إخراجهم للسيارة من ممر الجراج ، أو فكرة أن يقوم المريض فى المسجد أثناء الصلاة فيسب الله .ويستمر هؤلاء الأشخاص في التفكير بهذه الفكرة على الرغم من أنهم يعرفون عادة أنها ليست حقيقية. وترتبط بالوساوس أحاسيس غير مريحة مثل الخوف والاشمئزاز والشك.

    الأعمال القهرية:
    يحاول الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري في العادة أن يخففوا من الوساوس التى تسبب لهم القلق عن طريق القيام بأعمال قهرية يحسون بأن عليهم القيام بها. والأعمال القهرية هي أعمال يقوم الإنسان بعملها بشكل تكراري وعادة ما يتم القيام بهذه الأعمال طبقًا لقواعد محددة. فقد يقوم الأشخاص المصابون بوسواس العدوى بالاغتسال مرات ومرات وبشكل مستمر حتى أن أيديهم تصبح متسلخة وملتهبة من كثرة الاغتسال. وقد يقوم الشخص بالتأكد مرات ومرات من أنه قد أغلق الموقد أو المكواة في مرضي الوسواس القهري المتعلق بالخوف من احتراق المنزل. وعلى العكس من الأعمال القهرية الأخرى كشرب الخمور القهري والمقامرة القهرية، فإن الوساوس القهرية لا تمنح صاحبها الرضا أو اللذة، بل يتم القيام بهذه الأعمال المتكررة "الطقوس" للتخلص من عدم الارتياح الذي يصاحب الوساوس.

    متى يبدأ مرض الوسواس القهري:
    يمكن أن يبدأ مرض الوسواس القهري في أي سن بداية من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى سن النضج (عادة ما يبدأ في سن الأربعين). وقد أبلغ حوالي نصف المصابون بمرض الوسواس القهري أن حالتهم قد بدأت خلال الطفولة. وللأسف لا يتم تشخيص حالة الوسواس القهري في وقت مبكر .وفي المتوسط يذهب مرضى الوسواس القهري إلى ثلاثة أو أربعة أطباء ويقضون أكثر من تسعة أعوام وهم يسعون للعلاج قبل أن يتم تشخيص حالتهم بشكل صحيح. وقد وجدت الدراسات كذلك أنه في المتوسط يمر 17 عامًا منذ بداية المرض قبل أن يتلقى الأشخاص المصابون بالوسواس القهري العلاج الصحيح.و عادة لا يتم تشخيص مرض الوسواس القهري ولا ينال العلاج المناسب للعديد من الأسباب …فقد يتكتم الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري مرضهم أو قد تكون بصيرتهم معدومة بالنسبة لمرضهم. كذلك لا يعرف العديد من الأطباء الكثير عن أعراض الوسواس القهري أو قد يكونوا غير مدربين على توفير العلاج المناسب. كذلك فان موارد العلاج غير متاحة لبعض الناس وهذا أمر سيئ بما أن التشخيص المبكر والعلاج الصحيح بما يشمل إيجاد الأدوية الصحيحة يمكن أن يساعد الناس على تجنب المعاناة المرتبطة بمرض الوسواس القهري و تقليل مخاطر حدوث مشكلات أخرى مثل الاكتئاب أو المشاكل التي تحدث في الحياة العملية والزوجية.

    هل الوسواس القهري مرض ينتقل بالوراثة:
    لم يتم التعرف على جينات معينة يؤدي وجودها إلى مرض الوسواس القهري، ولكن الأبحاث تشير أن الجينات تلعب دورًا في تطور هذا المرض في حالات كثيرة. فمرض الوسواس القهري الذى يظهر فى السن المبكر (مرحلة الطفولة) يمتد في عائلات بأكملها (وفي بعض الأحيان يكون مرتبطًا بأعراض مرضية نفسية أخرى). وعندما يكون الوالدان مصابان بمرض الوسواس القهري، تزيد بنسبة طفيفة أخطار أن يصاب الأبناء بهذا المرض في المستقبل، على الرغم من أن الخطر يبقى كامنا.وعندما يمتد مرض الوسواس القهري في عائلات بأكملها، فمن الأرجح أن تكون الطبيعة العامة لمرض الوسواس القهري هي التي تبدو موروثة، وليس أعراضًا بعينها. وبهذا، فقد يكون للطفل طقوس إعادة التأكد المرتبطة بالأعمال القهرية (مثل تكرار التأكد أن الباب مغلق)، بينما تقوم والدته بتكرار طقوس النظافة مثل تكرار الاغتسال بشكل مفرط كأحد الأعمال القهرية
    ما هى أسباب مرض الوسواس القهري؟
    لا يوجد سبب واحد محدد لمرض الوسواس القهري.و تشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر) والتركيبات الأكثر عمقًا للدماغ (العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء علي البدء و التوقف عن الأفكار). وتستخدم هذه التركيبات الدماغية الناقل العصبي الكيميائي" سيروتونين ". ويُعتقد أن مرض الوسواس القهري يرتبط بنقص في مستوي السيروتونين بشكل أساسي. وتساعد الأدوية التي ترفع من مستوى السيروتونين في الدماغ عادة على تحسين أعراض الوسواس القهري.

    ما هي أعراض الوسواس القهري؟
    الأعراض والتصرفات السلوكية المرتبطة بمرض الوسواس القهري مختلفة وواسعة المجال. والشيء الذي يعتبر مشتركًا بين هذه الأعراض هو السلوك العام الغير مرغوب فيه أو الأفكار التي تحدث بشكل غالب متكرر عدة مرات في اليوم. وإذا استمرت الأعراض بدون علاج، فقد تتطور إلى درجة أنها تستغرق جميع ساعات الصحو الخاصة بالمريض.

    بعض الأعراض والتصرفات قد تشمل على الآتي:
    - التأكد من الأشياء مرات ومرات مثل التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد .. الخ.
    - القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر "في السر" أو بشكل علني أثناء القيام بالأعمال الروتينية.
    - تكرار القيام بشيء ما عددًا معينًا من المرات. وأحد الأمثلة على ذلك قد تكون تكرار عدد مرات الاستحمام.
    - ترتيب الأشياء بشكل غاية في التنظيم والدقة إلى درجة الوسوسة .. بشكل غير ذي معنى لأي شخص سوى المصاب بالوسوسة.
    - الصور التي تظهر في الدماغ و تعلق فى الذهن ساعات طويلة ..و عادة ما تكون هذه الصور ذات طبيعة مقلقة.
    - الكلمات أو الجمل غير ذات المعنى التي تتكرر بشكل مستمر في رأس الشخص.
    - التساؤل بشكل مستمر عن "ماذا لو"؟ …
    - تخزين الأشياء التي لا تبدو ذات قيمة كبيرة -- كأن يقوم الشخص بجمع القطع الصغيرة من الفتل ونسالة الكتان من مجفف الثياب.و يقوم الشخص عادة بادخار هذه الأشياء في ظل إدراك يقول "ماذا لو احتجت هذه الأشياء في يوم ما؟" أو أنه لا يستطيع أن يقرر ما الذي يتخلى عنه؟
    - الخوف الزائد عن الحد من العدوى -- كما في الخوف من لمس الأشياء العادية بسبب أنها قد تحوي جراثيم.

    س &ج حول مرض الوسواس القهرى
    هل جميع الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري مغرمون بتكرار الغسل أو التكرار
    كلا… يعبر مرض الوسواس القهري عن نفسه بالعديد من الطرق ويعاني الأشخاص المصابون به عادة من مجموعة مركبة من الأعراض. ويعاني معظم الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري من صعوبات مشتركة بالنسبة للنشاطات اليومية مثل البطء والتمهل والسعي نحو الكمال والتأجيل وعدم القدرة على اتخاذ القرار وتثبيط الهمة مع وجود مشاكل بالنسبة للحياة العائلية.

    إذا كنت أعاني من أي من هذه الأعراض أو التصرفات، هل اكون مصاب بالوسواس القهري؟
    يعتمد هذا كثيرًا على درجة تدخل هذه الأعراض والسلوكيات في تفكيرك وقدرتك على القيام بالوظائف الأساسية في الحياة. إذا كانت تشعر أنك مصاب بأي من هذه الأعراض أو أعراض ذات طبيعة مشابهة، فراجع طبيبًا نفسيًا متخصصا في مرض الوسواس القهري وناقش معه الأعراض المرضية التي تشعر بها.

    هل يعتبر مرض الوسواس القهري أحد الأعراض المرتبطة بالقلق؟
    نعم. تسبب الوساوس القهرية قلقًا نفسيا ينتج عنه الحاجة إلى القيام بالأعمال القهرية التي توفر إحساسا مؤقتًا بالراحة


    ما مدى انتشار مرض الوسواس القهري؟
    كان يظن في الماضى أن مرض الوسواس القهري هو مرض نادر الحدوث، إلا أن نسبة2 % من الناس يصابون بمرض الوسواس القهري. ويُلاحظ أن المرض موجود بين الرجال والنساء والأطفال والأشخاص من مختف الأعراق والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية.

    هل مرض الوسواس القهري هو مرض جديد؟
    لا… عبر التاريخ، تم اكتشاف أمراض جديدة وتم جمع المزيد من المعلومات عن هذه الأمراض. ولكن تم العثور على وثائق تدل على وجود مرض الوسواس القهري عبر القرون السابقة. وفي الماضي كان يتم كتمان مرض الوسواس القهري عن الأطباء والعاملين الآخرين في مجال الصحة النفسية. ولكن بعد ظهور الطرق الحديثة للعلاج ، تقدم المزيد من الأشخاص للعلاج من مرض الوسواس القهرى. وللأسف، فلازال المرض النفسي يعتبر وصمة عار. ولكن مع مرور الوقت، يأمل الخبراء والأطباء معًا في أي يتم تغيير ذلك

    لماذا لا يتحكم مرضى الوسواس القهري فى سلوكهم المرضى ؟
    يتمنى معظم المصابون بمرض الوسواس القهري بشدة أن يكونوا قادرين على التوقف عن الأفعال القهرية. ولكن المشكلة الأساسية في عدم التوقف هو القلق النفسى.حيث يعاني الشخص المصاب بمرض الوسواس القهري من القلق الحاد من الأعراض التي يركز عليها والتي تعلق بذهنه. فهم يريدون التأكد من أن العرض المرضى الذي يقلقهم ( الشك فى الطهارة مثلا) قد تم عمله بصورة كاملة. ويعتبر مرض الوسواس القهري هو مرض الشك، فيحس الشخص المصاب بهذا المرض بأنه لا يمكنه أن يتأكد من أن الشيء الذي يقلقه قد تم إنجازه بشكل كامل. وعادة ما تعبر هذه الرغبة عن نفسها في شكل أعمال قهرية مثل غسيل اليدين… فلا يستطيع الشخص-مهما حاول بجدية- أن يشعر بأن يديه نظيفة حقيقة. فهناك دائمًا سؤال حول "ماذا لو؟" مثل "ماذا لو كنت قد تركت بقعة صغيرة جدًا؟" ولهذا يستمر هؤلاء الأشخاص في غسيل أيديهم. ومع القيام بالأعمال القهرية، يتزايد القلق إلى مستويات مرعبة إذا لم يستمر المريض في القيام بهذا العمل القهري.

    هل الشخص المصاب بمرض الوسواس القهري مجنون؟
    كلا… الشخص الذي لا يدرك أن التصرفات والأفكار الخاطئة التي يشعر بها هى أشياء غير طبيعية هو شخص مصاب بمرض عقلي. ولكن يدرك معظم الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري أن تصرفاتهم غير عقلانية.ولذلك فان الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري ليسوا مجانين.

    هل مرض الوسواس القهري هو مرض نفسي أم عضوي، أم كلاهما؟
    يعتبر مرض الوسواس القهري ذو مكونات نفسية وعضوية في نفس الوقت. فقد لوحظت سلوكيات مشابهة لمرض الوسواس القهري في الحيوانات مثل الكلاب والجياد والطيور. وقد تم التعرف على تركيبات غير طبيعية في الدماغ تتدخل وتسبب التعبير عن أعراض الوسواس القهري. وتتحسن هذه التركيبات غير الطبيعية بالدماغ مع المعالجة الناجحة عن طريق الأدوية والعلاج السلوكي.

    هل مرض الوسواس القهري مرض مكتسب أم أن الناس يولدون به؟
    بعض الأشخاص يكون لديهم الاستعداد الوراثى لمرض الوسواس القهري. ولكن مثل هذا الاستعداد لا يعبر عن نفسه دائمًا …أي لا يؤدي إلى ظهور المرض. وفي بعض الأحيان يتم ظهور أعراض الوسواس القهري بسبب حادثة أو وجود توتر نفسي شديد ، ولكن لابد أن يكون للمرء ميل مسبق لمرض الوسواس القهري لكي يصاب بهذا المرض.

    هل هناك أعراض مرضية أخرى ترتبط بمرض الوسواس القهري؟
    هناك العديد من الأعراض المرضية الأخرى التي تبدو مماثلة لمرض الوسواس القهري مثل هوس نتف الشعر بشكل مستمر، ولكن ليس من الواضح إذا ما كانت هذه الأعراض المرضية ترتبط بشكل حقيقي بمرض الوسواس القهري. وهناك أعراض أخرى مثل الاكتئاب الشديد والخوف من الناس وأعراض الرهاب الشائعة بين الناس المصابين بمرض الوسواس القهري.

    هل يرتبط مرض الوسواس القهري بالاكتئاب؟
    يعاني حوالي 60 - 90% من المصابين بمرض الوسواس القهري من حالة اكتئاب واحدة على الأقل في أحد مراحل حياتهم. وبعض مدارس العلاج السلوكي تعتقد أن مرض الوسواس القهري يسبب الاكتئاب بينما يعتقد آخرون أن مرض الوسواس القهري يتزامن مع الاكتئاب.


    علامات الاكتئاب:
    فقدان الشهية و الوزن.
    الاستيقاظ في الصباح الباكر .
    نقص الطاقة.
    كثرة النوم.
    الحزن.
    البكاء خاصة مع عدم وجود سبب.
    الأفكار الانتحارية.
    الإحساس بعدم وجود أمل.
    الإحساس بالعجز.
    فقدان الاهتمام بمعظم الأنشطة.

    و لا يعني وجود أحد هذه الأعراض أو أكثر من عرض ضرورة وجود الاكتئاب، ولكن إذا كان المرض شديدًا ويحول بينك وبين ممارسة حياتك، فيجب عليك السعي للعلاج.

    هل مرض الوسواس القهري قابل للشفاء الكامل؟
    كلا… ولكن من الممكن السيطرة عليه بنسبة قد تصل إلى 95% في معظم الأحيان.

    هل هناك مشاكل في علاج مرض الوسواس القهري؟
    أكبر المشكلات هي طبيعة المرض التي تدعو للتكتم ،ونقص المعلومات عن مرض الوسواس القهري ،والخوف من العلاج الطبي والخوف من مواجهة المخاوف في العلاج السلوكي.

    لماذا يخفي العديد من المصابين بمرض الوسواس القهري مرضهم؟
    عادة يحس المرضى بالخجل من القيام بالأعمال القهرية والتفكير في الأشياء الغريبة بالإضافة إلى الخوف من اعتبارهم غريبي الأطوار …أو مجانين.

    ما هو مسار مرض الوسواس القهري بدون استخدام علاج؟
    تضعف أعراض مرض الوسواس القهري وتقل قوته مع الوقت، ولكن عندما يترك بدون علاج يستمر إلى ما لانهاية. وبدون العلاج، يحدث لحوالي 10% إلى 20% من المرضى نقص تلقائي في حدة المرض.

    ما هو مسار مرض الوسواس القهري مع العلاج؟
    جيدة جدًا… خاصة إذا كان المصاب عاقد العزم على العمل بجدية للشفاء . وتتحسن حالة 80% من المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل كبير مع تناولهم العلاج المناسب من العلاج الطبي والعلاج السلوكي. وقد تحدث حالات انتكاس أو عودة إلى السلوكيات والأفكار غير المرغوبة… ولكن إذا كان الشخص عازمًا على التغلب على المرض، فيمكن حينئذ أن يتم التحكم في حالات الانتكاس قبل أن تزداد فتصبح حالة مرض وسواس قهري متكاملة المعالم.

    ما هي وسائل علاج مرض الوسواس القهري؟
    تعتبر الوسيلتين الأكثر فعالية في علاج حالات الوسواس القهري هي العلاج بالأدوية والعلاج السلوكي. وعادة ما يكون العلاج في أعلى درجات فعاليته إذا تم الجمع بين العلاجين.

    ما هي الأدوية التي تستخدم في العلاج ؟
    تعتبر الأدوية الأكثر فعالية في علاج حالات مرض الوسواس القهري هي مثبطات إعادة سحب السيروتونين الاختيارية مثل أدوية بروزاك وكذلك أقراص انافرانيل. وهذه هي الأدوية الوحيدة التي أثبتت فعالية في علاج مرض الوسواس القهري حتى الآن. وعادة ما يتم إضافة أدوية أخرى لتحسين التأثير الطبىوعلاج الأعراض المصاحبة مثل القلق النفسى.

    إلى أي حد يمكن للأدوية مساعدة مرضي الوسواس القهري؟
    يختلف هذا باختلاف الشخص... ولكن يمكن توقع انخفاض قوة الأعراض بحوالي من 40% إلى 95%مع العلاج. وقد تستغرق الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير العلاجى الفعال. ويعتبر التأثير الأساسي لهذه الأدوية هو زيادة توافر مادة السيروتونين في خلايا المخ، ويؤدي هذا إلى تحسن حالة مرضي الوسواس القهري.

    ما هي الأنواع الأساسية للعلاج السلوكي المستخدم في علاج مرض الوسواس القهري؟
    التعرض ومنع ردود الفعل هي الوسائل الأكثر فعالية في العلاج السلوكي لمرض الوسواس القهري.

    هل من السهل علاج مرض الوسواس القهري عن طريق العلاج السلوكي؟
    كلا... ولكن الطريقة المثلى هي تقليل الوساوس والأعمال القهرية بشكل مستمر.

    هل يمكن أن يؤثر الضغط العصبي على مرض الوسواس القهري؟
    نعم… ومن الشائع أن نلاحظ أن حالات مرض الوسواس القهري تسوء خلال الفترات التي يكثر فيها الضغط العصبي.و لا يسبب الضغط العصبى الوسواس القهري ولكن وجود فترة ضغط عصبي شديد مثل موت شخص محبوب أو ميلاد طفل أو حدوث طلاق قد يظهر بداية هذا المرض أو يتسبب في انتكاس حالة المصاب.

    هل يحتاج الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري إلى الحجز في المستشفى؟
    يمكن علاج الكم الأعظم من الأشخاص المصابون بمرض الوسواس القهري بدون الحاجة إلى دخول المستشفيات ...ويمكن أن يؤدي العلاج الطبي والسلوكي لتحسن حالة معظم المرضى. ولكن قد يكون دخول المستشفى وسيلة هامة وقيمة لعلاج الحالات الأكثر حدة والتي لا يمكن لها أن تعالج خارج المستشفى.

    هل تتغير الوساوس مع مرور الوقت؟
    قد تتغير مواضيع الوساوس مع مرور الوقت.وفي بعض الأحيان، يضيف العقل وساوس جيدة وفي بعض الأحيان الأخرى يتم استبدال الوساوس القديمة بوساوس جديدة تمامًا.

    هل مرض الوسواس القهري مرض معدي؟
    كلا… مرض الوسواس القهرى مرض غير معدي.

    إذا كان المرء مصابًا بمرض الوسواس القهري، فما هي فرص أن يصاب بها أطفاله؟
    علي وجه العموم فان 10% من أقارب المرضى المصابين بهذا المرض يعانون من نفس المرض، ويصاب حوالي 5- 10% من الأقارب بأعراض خفيفة ترتبط بهذا المرض. ولكن خطر أن يصاب الطفل بمرض الوسواس القهري يختلف اعتمادًا على ما إذا كان الأب أصيب بالمرض في طفولته أو كبره (هناك نسبة أعلى لانتشار المرض بين أطفال الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض في الطفولة). و إذا كان كل من الأبوين يعاني من المرض، فإن الخطر يتضاعف، وتكون النسبة حوالي20% في المتوسط.

    هل يعاني كل شخص مصاب بمرض الوسواس القهري من الوساوس والأعمال القهرية؟
    يعاني حوالي 80% من المصابين من خليط من الوساوس و الأعمال القهرية، ويعاني 20% إما من وساوس أو أعمال قهرية.

    هل يمكن للمرء أن يتغلب على المرض بالتفكير بعقلانية؟
    في العادة كلا… فالمحاولة في التفكير بعقلانية أو تفسير الوسواس لا يحسن من التفكير و لا يخفف من الوساوس القهرية بصفة عامة.

    هل هناك أساليب تساعد في وقف الوساوس قبل أن يصبح المرض شديدًا؟
    نعم… والوسيلة الأكثر فعالية في وقف الوساوس هي وقف الأعمال القهرية. فعندما يتوقف المرء عن القيام بالأعمال القهرية، فإن الوساوس تقوى في البداية -مع زيادة الإحساس بالقلق- ولكن مع مرور الوقت تقل قوتها وتصبح اقل إحداثا للقلق.

    ماذا أفعل عندما أحس بالرغبة فى التوقف عن العلاج؟
    من الطبيعي أن تحدث أحيانا حالات قلق أو عدم ارتياح بشأن الاستمرار في العلاج… ناقش مخاوفك مع طبيبك المعالج وعائلتك… وإذا أحسست أن الدواء لا يعمل بكفاءة أو يسبب لك أعراض جانبية غير مستحبة اخبر طبيبك بذلك.

    لا تتوقف عن العلاج أو تعدل الدواء بنفسك. يمكن لك وطبيبك العمل معًا لإيجاد أفضل الأدوية بالنسبة لك.

    وكذلك، لا تشعر بالخجل من طلب رأي ثاني من طبيب ثاني خاصة في حالة الاحتياج لعلاج سلوكي تعليمي. تذكر انه من الأصعب أن تتحكم في مرض الوسواس القهري بنسبة 100% ولكن ذلك افضل من أن تستمر به، ولهذا فلا تخاطر بإيقاف العلاج بدون التحدث مع طبيبك المعالج.

    مرض الوسواس القهري

    كيف تستطيع الأسرة المساعدة
    يشعر معظم أفراد عائلات المصابين بالحيرة والإحباط. فهم لا يعرفون ما يمكن أن يفعلوه لمساعدة المريض القريب إلى نفوسهم. إذا كانت صديقًا أو فردًا من عائلة مصاب فردا منها بمرض الوسواس القهري فيجب أن تعرف كل شيء عن المرض وعلاجه وأسبابه. وفي نفس الوقت تأكد من أن الشخص المصاب يعرف هذه المعلومات.
    المشاكل العائلية لا تسبب مرض الوسواس القهري
    ويجب أن نعلم أن المشاكل العائلية لا تسبب مرض الوسواس القهري ،ولكن رد فعل الأسر يمكن أن يؤثر على المرض ...مثلا يمكن أن تتأثر الأعراض المرضية بوجود مشاكل داخل الأسرة. و كذلك يمكن أن تؤثر طقوس الأفعال القهرية على الأسرة بشكل سيئ ، وفي العادة يكون من الضروري على العائلات أن تذهب للعلاج النفسي مع المريض. فيمكن للمعالج النفسي أن يعلم العائلة كيف يمكنها التخلص من الأعمال القهرية في خطوات بسيطة متدرجة وبموافقة المريض.

    وفي العادة فان التعليقات السلبية والنقد الموجه للمريض تجعل الحالة أكثر سوءًا، بينما يمكن أن تحسن العائلة الهادئة المساندة من حالة المريض.

    إذا كان المريض يرى في محاولتكم المساعدة تدخلاً غير مرغوب فيه فتذكر أن مرضه هو الذي يتحدث.

    حاول أن تكون متفهما وصبورًا فى معاملتك مع المريض لأنها الوسيلة الأفضل للتخلص من الأعراض المرضية.كذلك لا يساعد المريض كثيرا أن تأمره بالتوقف عن أعماله القهرية.

    حاول أن تركز على الجوانب الإيجابية فى حياته. ويجب أن تتوقف عن توقع الكثير منه.

    =---->و أخيرا تذكّر<----=

    - لا تقم بحث المريض بشدة للتوقف عن الوسوسة.
    - تذكر أن المريض يكره مرض الوسواس القهري أكثر مما تكرهه أنت.
    - عامل الأشخاص المصابين بشكل طبيعي بمجرد شفائهم ولكن - كن حذرًا عند الإحساس بحدوث أعراض انتكاس في الحالة.
    - إذا بدأ المرض في الانتكاس مرة أخرى للمريض فيجب أن تلاحظ ما يفعله المصاب... قم بالإشارة إلى التصرفات التي تمثل الأعراض الأولى بشكل يجعل المريض يحس أنك تهتم به ،فهذا يحدث تغييرًا كبيرًا في شخصية المصاب.
    *************
    ثانيا - القلق النفسي

    - الفرق بين الخوف والقلق المرضى
    - نسبة مرض القلق فى المجتمع
    - أعراض مرض الرهاب
    - اعراض مرض الخوف الحاد
    * مرض الوسواس القهرى
    * مرض الصغط العصبى بعد الاصابات
    * مرض القلق العام
    - علاج امراض القلق
    - مرض الفزع (الهلع) وحيرة الطبيب والمريض
    - مضاعفات مرض الهلع
    - اسباب مرض الهلع


    ما هو الفرق بين الخوف و القلق المرضى؟
    الإحساس بالقلق والخوف هو رد فعل طبيعي وذو فائدة في المواقف التي تواجه الإنسان بتحديات جديدة. فحين يواجه الإنسان بمواقف معينة مثل المقابلة الأولى للخطوبة أو الزواج، أو المقابلة الشخصية الهامة للحصول على عمل، أو يوم الامتحان، فانه من الطبيعي أن يحس الإنسان بمشاعر عدم الارتياح والتوجس، وأن تعرق راحتا يداه، ويحس بآلام في فم المعدة. وتخدم ردود الفعل هذه هدفًا هامًا حيث أنها تنبهنا للاستعداد لمعالجة الموقف المتوقع.

    ولكن أعراض القلق المرضي تختلف اختلافًا كبيرًا عن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة بموقف معين. فأمراض القلق هي أمراض يختص الطب بعلاجها ولهذا الاعتبار فإنها ليست طبيعية أو مفيدة.

    وتشمل أعراض مرض القلق الأحاسيس النفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلص منها مثل نوبات الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها والذكريات المؤلمة التي تفرض نفسها على الإنسان والكوابيس، كذلك تشمل الأعراض الطبية الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب و الإحساس بالتنميل والشد العضلي.

    و بعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلق التي لم يتم تشخيصها يذهبون إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات وهم يعتقدون أنهم يعانون من أزمة قلبية أو من مرض طبي خطير.

    وهناك العديد من الأشياء التي تميز بين أمراض القلق وبين الأحاسيس العادية للقلق،حيث تحدث أعراض أمراض القلق عادة بدون سبب ظاهر، وتستمر هذه الأعراض لفترة طويلة. ولا يخدم القلق أو الذعر المستمر الذي يحس به الأفراد المصابين بهذا المرض أي هدف مفيد، وذلك لأن هذه المشاعر في هذه الحالة عادة لا تتعلق بمواقف الحياة الحقيقية أو المتوقعة. وبدلاً من أن تعمل هذه المشاعر على دفع الشخص إلى التحرك والعمل المفيد،فانه يكون لها تأثيرات مدمرة حيث تدمر العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء في العمل فتقلل من إنتاجية العامل في عمله وتجعل تجربة الحياة اليومية مرعبة بالنسبة للمريض منذ البداية. وإذا تُرك المرض بغير علاج، فيمكن حينئذ أن يحد عرض القلق المرضي من حركة الإنسان بشكل كامل أو أن يدفعه إلى اتخاذ تدابير متطرفة مثل أن يرفض المريض أن يترك بيته أو تجنبه المواقف التي قد تؤدي إلى زيادة قلقه.

    ما هى نسبة مرض القلق فى المجتمع؟
    يعتبر مرض القلق من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، فهو يصيب حوالي واحد من كل تسعة من الأفراد. ولحسن الحظ، فإن هذا المرض يستجيب بشكل جيد للعلاج، ويحس معظم المرضى الذين يتلقون العلاج براحة كبيرة بعد العلاج. ولكن لسوء الحظ، فإن الكثير من المرضى لا يسعوا للحصول على العلاج. وقد لا يعتبروا الأعراض التي تصيبهم نوع من المرض، أو قد يخافوا أن يوصموا بوصمة عار في العمل أو في البيت أو وسط أصدقائهم بسبب المرض.

    ما هى أعراض القلق (أعراض القلق المرضية)؟
    أعراض القلق هي مجموعة من الأعراض النفسية تشمل :
    الرهاب (الخوف الغير منطقي)phobias
    عرض الذعر (الهلع) panic attacks
    عرض الوسواس القهري
    عرض الضغط العصبي بعد الإصابات أو الحوادث
    عرض القلق العام.

    وتنشأ هذه الأمراض من تغيرات بيوكيميائية في الدماغ، وكذلك من الوراثة، ومن التركيبة النفسية العامة للفرد، ومن تجارب الحياة.ويتصف كل مرض من أمراض القلق المرضي بمجموعة معينة من الأعراض، كما هو الحال في جميع الأمراض، وتختلف شدة ومدة الأعراض باختلاف الأفراد. ويتميز القلق بوجود أعراض نفسية وجسمانية. و تشمل المخاوف غير الحقيقية والذكريات التي تفرض نفسها على شكل صور مرئية تظهر وتختفي بسرعة للتجارب الصعبة في حياة الإنسان،وكذلك حدوث بعض الوساوس المرتبطة بالنظافة مثل التكرار الدائم لتصرفات تعتبر طقوس أكثر منها تصرفات معقولة مثل تكرار غسل الأيدي. وتشمل الأعراض الجسمانية اضطرابات النوم وسرعة ضربات القلب وكأن المرء في سباق، وضيق النفس، والإحساس بالهياج والحركة الدائمة، وجفاف الفم ، والتنميل أو الإحساس بالخدر أو الوخز بالذراعين والقدمين، والمشكلات المعوية المعدية، والشد العضلي. وبالإضافة إلى ذلك، قد يتزامن حدوث عرض من أعراض القلق المرضي مع أمراض القلق الأخرى مثل الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى أو الظروف الصحية الخاصة مثل إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.ولذلك يجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض القلق المرضي أن يزوروا طبيبًا نفسيًا أو طبيبًا باطنيا للقيام بفحص طبي شامل لتشخيص حالتهم فى وقت مبكر.

    مرض الخوف الحاد (الذعر)anic disorder

    يرتبط عرض الخوف المرضي بحدوث نوبات متكررة وغير متوقعة من الذعر، وحالات مفاجئة من الخوف الطاغي من أن يكون المرء في خطر ما ويتزامن هذا الخوف مع أربعة على الأقل من الأعراض التالية:

    - زيادة ضربات القلب
    - آلام في الصدر
    - العرق
    - الارتعاش أو الاهتزاز
    - ضيق النفس، الإحساس بأن المرء يختنق وأن هناك شيئًا يسد حلقه
    - الغثيان وآلام المعدة
    - الدوخة أو دوران الرأس
    - الإحساس بأن الإنسان فى عالم غير حقيقي أو أنه منفصل عن نفسه
    - الخوف من فقدان السيطرة "الجنون" أو الموت
    التنميل، الإحساس بالبرد الشديد أو السخونة الشديدة في الأطراف.

    ويمكن أن تصحب نوبات الذعر مختلف أنواع أعراض القلق المرضية وليس فقط أعراض الذعر المرضي. وبسبب أن نوبات الذعر ترتفع بشكل غير متوقع وتحدث مصاحبة لأعراض أمراض جسمانية تشبه أمراض القلب، فإن الأشخاص الذين يعانون من عرض الذعر المرضي عادة ما يتوهمون خطأ أنهم يعانون من مرض القلب.

    وتحدث أعراض الذعر المرضية لأول مرة عادة في مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة النضج ويمكن أن تبدأ أيضًا في مرحلة الطفولة. ومن الملاحظ أن عدد النساء اللاتي يعانين من هذه الحالة ضعف عدد الرجال، وأن نسبة من 1% إلى 2% من الأفراد يعانون سنويًا من هذا العرض المرضي. وتظهر الدراسات وجود تاريخ مرضى داخل العائلة مما يشير إلى أن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر ميلاً للإصابة بهذا العرض المرضي من الآخرين.

    ومثل بقية أمراض القلق، يمكن لعرض الخوف المرضي أن يكون مزعجًا وأن يقعد المرضى إذا لم يتم علاجهم بشكل مناسب. وبالإضافة إلى ذلك، فإن معدلات إدمان الكحول ومرض القولون العصبي ترتفع بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض الذعر المرضي عنها بالنسبة لمجموع الناس.
    أعراض الرهاب (الخوف غير المبرر)hobias

    الرهاب هو حالة من الخوف المستمر -غير المنطقي وغير القابل للسيطرة عليه -من شيء ما أو موقف ما أو نشاط ما.

    و في كل عام، يعاني من 5% إلى 9% من الأفراد من نوع أو أكثر من أنواع الرهاب.وتختلف أعراض الرهاب ما بين الحالات الخفيفة إلى الحالات الحادة. وتعبر حالات الرهاب عن نفسها لأول مرة في الفترة ما بين سن 15 - 20 عامًا، على الرغم من أنها يمكن أن تحدث في بداية سن الطفولة. وتؤثر حالات الرهاب على الأشخاص من الجنسين ومن مختلف الأعمار والأعراق والمستويات الاجتماعية. ويمكن أن يكون الخوف الذي يحس به الأشخاص الذين يعانون من الخوف كبيرًا إلى درجة أن الناس قد يفعلون أشياء كثيرة لتجنب مصدر خوفهم. وأحد ردود الفعل المتطرفة للرهاب هو نوبات الذعر المرضي.

    وهناك ثلاثة أنواع من الرهاب:

    الرهاب الخاص specific phobias
    و يتصف الرهاب الخاص بالخوف الشديد من شيء ما أو موقف ما -لا يعتبر ضارًا في الحالات العادية مثل :
    الخوف من ركوب الطائرة أو سقوط الطائرة وتحطمها.
    الخوف من الكلاب حتى النوع الأليف منها.
    الخوف من العواصف أو أن يُصعق المرء بالبرق.
    والأشخاص الذين يعانون من الرهاب الخاص يعرفون بأن خوفهم مبالغ فيه، ولكنهم لا يستطيعون التغلب على مشاعرهم.و بينما يخاف الأطفال عادة من مواقف أو أشياء معينة، فإن تشخيص الرهاب يتم فقط عندما يصبح هذا الخوف حائلاً دون القيام بالنشاطات اليومية مثل الذهاب للمدرسة أو العمل أو الحياة المنزلية.

    2- الرهاب الاجتماعيsocial phobia
    ويتميز الرهاب الاجتماعى بالقلق الشديد والإحساس بعدم الارتياح المرتبط بالخوف من الإحراج أو التحقير بواسطة الآخرين في مواقف تتطلب التصرف بطريقه اجتماعية. ومن الأمثلة على المواقف التي تثير الرهاب الاجتماعي الخطابة ومقابلة الناس والتعامل مع شخصيات السلطة والأكل في أماكن عامة أو استخدام الحمامات العمومية. ومعظم الناس الذين يحسون بالرهاب الاجتماعي يحاولون تجنب المواقف التي تثير هذا الخوف أو يتحملون هذه المواقف وهم يشعرون بالضغط العصبي الشديد. ويتم تشخيص الرهاب الاجتماعي إذا كان الخوف أو التجنب يتدخلان بشكل كبير في روتين الحياة الطبيعية المتوقعة للشخص أو إذا أصبح الرهاب يضايق المريض بشدة. وعلى سبيل المثال، فإن الشخص الذي يخاف من الخطابة العامة سوف تُشخص حالته على أنها حالة رهاب اجتماعي إذا كان الخوف يقعده عن الحركة والعمل أو إذا كانت الخطابة أحد النشاطات التي يجب على الشخص القيام بها باستمرار مثل خطيب المسجد ورجال العلاقات العامة.

    3- الخوف من الأماكن الضيقة أو الواسعة: agoraphobia
    و هو الخوف من التعرض لنوبة ذعر في مكان أو موقف يكون الهروب منه صعبًا أو محرجًا. ويصبح القلق من التعرض لهذه الأماكن قويًا جدًا إلى درجة أنه يولد نوبة ذعر حادة، وعادة ما يتجنب الأشخاص المصابين بهذا النوع من الرهاب التعرض للمواقف التي تسبب رعبهم. و يختلف هذا النوع من الخوف عن الرهاب الاجتماعى-الذى ينحصر فى المواقف الاجتماعية-بأن الخوف يحدث فى مواقف معينة مثل أن يكون المرء وحيدًا خارج منزله أو أن يكون المرء داخل زحام، أو أثناء السفر في سيارة أو حينما يكون المرء داخل مصعد أو فوق كوبري. وإذا لم تتم معالجة هذا النوع من الرهاب، فإنه يمكن أن يصبح مقعدًا إلى درجة أن الأشخاص المصابين به يلزمون بيوتهم ولا يخرجون منها.

    مرض القلق العام
    يتصف مرض القلق العام بالقلق المستمر والمبالغ فيه والضغط العصبي. ويقلق الأشخاص المصابين بالقلق العام بشكل مستمر حتى عندما لا يكون هناك سبب واضح لذلك. و يتركز القلق العام حول الصحة أو الأسرة أو العمل أو المال. وبالإضافة إلى الإحساس بالقلق بشكل كبير مما يؤثر على قدرة الإنسان على القيام بالأنشطة الحياتية العادية، و يصبح الأشخاص المصابين بالقلق العام غير قادرين على الاسترخاء ويتعبون بسهولة ويصبح من السهل إثارة أعصابهم ويجدون صعوبة في التركيز وقد يشعرون بالأرق والشد العضلي والارتعاش والإنهاك والصداع. وبعض الناس المصابين بعرض القلق العام يواجهون مشكلة القولون العصبي.

    ويختلف مرض القلق العام عن أنواع القلق الأخرى في أن الأشخاص المصابين بهذه الأعراض عادة يتجنبون مواقف بعينها. ولكن، كما هو الحال في أعراض القلق الأخرى، فإن مرض القلق العام قد يكون مصحوبًا بالاكتئاب والإدمان وأعراض القلق الأخرى. وبشكل عام فإن المرض يبدأ في الطفولة أو المراهقة. ويحدث هذا المرض عادة في النساء أكثر من الرجال ويبدو أنه شائع في عائلات بعينها. ويؤثر هذا العرض في 2-4% من الأفراد سنويًا.

    ما هى العوامل التى تؤثر في أعراض القلق المرضي:
    تعتبر الوراثة وكيمياء المخ و الشخصية والتجارب الحياتية من الأسباب التي تلعب دورًا في حدوث أمراض القلق.


    وهناك أدلة كافية على أن أعراض القلق المرضي تحدث في عائلات بعينها. وتظهر الدراسات أنه إذا كان أحد التوأمين المتشابهين يعاني من مرض القلق المرضي، فإنه يرجح أن يصاب توأمه بنفس العرض المرضي على عكس الحال في التوأم غير المتشابه. وتشير نتائج الأبحاث هذه أن عنصر الوراثة ينشط من خلال التجارب الحياتية ويدفع ببعض الناس إلى هذه الأمراض.

    كذلك يبدو أن كيمياء المخ تلعب دورًا في بداية ظهور مرض القلق حيث لوحظ أن أعراض القلق تخف عادة عند استعمال الأدوية التي تؤثر في كيمياء المخ. وقد تلعب وظائف المخ دورًا كذلك، فقد تم إجراء أبحاث لتحديد المناطق المحددة فى المخ التي تصبح نشطة في الأشخاص الذين يعانون من أعراض القلق المرضي.

    ويمكن أن تلعب الشخصية دورًا هاما كذلك حيث لاحظ الباحثون أن الأفراد الذين لا يظهرون الكثير من التقدير لأنفسهم وذوي مهارات التكيف الضعيفة معرضين لأعراض القلق اكثر من غيرهم، وربما كان السبب في ذلك أن عرض القلق المرضي قد ظهر في الطفولة مما أدى إلى فقدان الثقة فى النفس.

    وبالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر التجارب الحياتية في حساسية المرء للتعرض لهذه المشكلات.و يعتقد الباحثون أن العلاقة بين أعراض القلق المرضي والتعرض طويل المدى للأذى والعنف أو الفقر هو مجال هام من مجالات الدراسات في المستقبل.

    و سوف تمكن التكنولوجيا الحديثة العلماء من معرفة المزيد عن العناصر البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تسبب أعراض القلق. ومع تحسن فهم الأسباب، يمكن أن يتحسن العلاج والوقاية من أمراض القلق في المستقبل القريب.

    كيف يمكن علاج أمراض القلق؟
    قبل أن يتم وصف علاج ما، يجب القيام بالتشخيص المناسب.و يجب أن يقوم الطبيب النفسي بعمل تشخيص تقييمي يشمل مقابلة شخصية للمريض ومراجعة سجلاته الطبية (الطبيب النفسي هو طبيب بشري مدرب للقيام بعمليات تحليل الاختبارات النفسية ومعرفة أمراض القلق و بحث المشكلات الطبية التي تحدث في نفس الوقت وعلاج هذه الأمراض). ويخدم التقييم معرفة وجود أعراض قلق معينة ولتحديد ما إذا كانت الأعراض الجسمانية تتزامن مع بعضها البعض مما يساهم في إحداث عرض القلق المرضي. وبعد القيام بالتشخيص يبدا الطبيب النفسي في علاج حالة القلق المرضي والأمراض الأخرى التي قد تتزامن معها (إذا كان هذا ضروريًا).

    وبينما يكون لكل عرض مرضي صفاته الخاصة به، فإن معظم أمراض القلق تستجيب بشكل جيد لنوعين من العلاج: العلاج بالأدوية والعلاج النفسي. ويتم وصف هذه العلاجات بشكل منفصل أو على شكل تركيبة مجتمعة. وعلى الرغم من أن هذه الوسائل لا تشفي المرض بشكل كامل، فإن العلاج يكون فعالاً في تخفيف حدة أعراض القلق بما يمكن الأفراد من أن يعيشوا حياة أكثر صحة.

    وتُستعمل العقاقير المضادة للاكتئاب ومركبات البنزوديازبين (المهدئات الخفيفة) وأدوية القلق الأخرى لمعالجة أمراض القلق. وعلى سبيل المثال، فإن هناك المجموعة الجديدة من العقاقير المضادة للاكتئاب التي تقوم بقمع مضادات السيروتونين الاختياري و التى تعتبر فعالة في معالجة أعراض الوسواس القهري بينما تعتبر أدوية تقليل القلق الأخرى مفيدة في تقليل بعض أعراض الضغط العصبي الناشئ بعد حادثة مؤلمة. وهناك العديد من الأدوية النفسية لعلاج القلق النفسى بحيث انه إذا لم يقم دواء ما بتحقيق النتائج المرجوة منه، يمكن وصف دواء آخر. ولأن الأدوية تتطلب عادة عدة أسابيع لتحقيق تأثيرها الكامل، فيجب أن يتم مراقبة حالة المرضى بواسطة طبيب نفسي لتحديد مقدار الجرعة المطلوبة، أو التحول إلى دواء آخر إذا لم يتم التحسن على العقار الأول، أو إعطاء المريض مجموعة من الأدوية لتقليل أعراض القلق.

    وتستعمل ثلاثة أنواع من العلاج النفسي بنجاح لمعالجة أعراض القلق المرضي:

    - العلاج السلوكي
    - العلاج التعلمي الادراكي
    - العلاج النفسي الديناميكي، وخاصة لعلاج مرض الضغط العصبي بعد التعرض للتجارب المؤلمة

    ويسعى العلاج السلوكي لتغيير ردود الفعل عبر وسائل الاسترخاء مثل التنفس من الحجاب الحاجز والتعرض المتدرج لما يخيف المرء.

    ويساعد العلاج التعلمي الادراكي-مثل العلاج السلوكي- المرضى على التعرف على الإعراض التي يعانون منها ولكنه يساعدهم كذلك على فهم أنماط تفكيرهم حتى يتصرفوا بشكل مختلف في المواقف التي تسبب أمراض القلق.

    ويتركز العلاج النفسي الديناميكي على مفهوم أن الأعراض تنتج عن صراع نفسي غير واعي فى العقل الباطن ،وتكشف عن معاني الأعراض وكيف نشأت ،وهذا أمر هام في تخفيفها.

    ويمكن الآن أن يشعر المرضى المصابين بأمراض القلق بالتفاؤل بشأن التغلب على أمراضهم، حيث تتوافر حاليا وسائل العلاج الفعالة .ومع الفهم المتزايد لأسباب الأعراض المرضية التي يعانون منها، يمكننا أن نتوقع ظهور أدوية وأساليب علاجية جديدة أكثر فاعلية للتغلب على المرض بإذن الله.

    ثالثا - مـرض الفزع
    تخيل هذا .. لقد دخلت لتوك إلى المبنى الذي يوجد به مقر عملك ووقفت في مقدمة طابور انتظار المصعد ، ثم ضغطت على زر الاستدعاء .. وفجأة أصابك إحساس شديد بالتشاؤم وخوف حقيقي بأن هناك شيئاً مرعباً على وشك الحدوث بل وشعرت كما لو أنك على وشك الموت في اللحظة التالية .. لقد وصل المصعد وفتحت أبوابه إلا أن الخوف الشديد يمنعك من الدخول لتجد نفسك واقفاً وحدك في الردهة ، بينما ضربات قلبك تتلاحق مسرعة وشديدة ، بل وتجد صعوبة في التقاط أنفاسك .. كل هذا يحدث في الوقت الذي دخل فيه باقي الموظفون إلى المصعد وهم ينظرون إليك من فوق أكتافهم متسائلين هل هناك خطأ ما ؟ .. والإجابة أن هناك فعلاً خطأ ..ترى ماذا حدث ، ويحدث بانتظام لشخص بين كل 50 شخصاً ؟! .. هذه إحدى نوبات مرض الرعب ، وهذا هو الخوف القاتل الناتج عن هذا المرض والذي يمر بسلام بعد حوالي دقيقتين تاركاً المريض ومعه إحساس بالقلق وتساؤل محير .. " ترى متى تفاجئني النوبة مرة أخرى ؟".
    " إنني أشعر أن نفسي وجسدي يرتعدان، بل وأشعر أنني أتحلل .. أنا أعنى الارتعاش وضيق التنفس والعرق الغزير ودقات القلب العنيفة وآلام الصدر وأحس إنني على وشك الإصابة بذبحة صدرية أو شئ خطير لا أعرف كنهه .. لكن شيئاً من هذا لا يحدث " هذا ما يشعر به مريض الرعب .

    كل شخص منا يمر أحياناً بأوقات عصيبة حيث أن الحياة الحديثة بدوافعها وضغوطها وبما فيها من صعوبات في المعاملات تبدو في بعض الأوقات كما لو كانت مصنعاً للقلق والضغوط النفسية ، لكن نوبات الرعب لا تنشأ من الضغوط اليومية للحياة والتي تبدو عادية – حيث أن النوبات تحدث في أماكن معتادة للمريض حيث يبدو أنه لا يوجد أي عوامل رعب بالنسبة له ، لكن النوبة تأتى كما لو كان هناك تهديد حقيقي لحياته ، ويستجيب الجسم لهذا الإحساس بالتالي . ويأخذ مسرح الأحداث منظراً لا يدل على طبيعته وتبدأ مجموعة كبيرة من الأعراض في الظهور على المريض وتسرى بسرعة النار في الهشيم ، فتتلاحق ضربات القلب وتضيق أنفاس المريض ويبعث الجهاز العصبي إلى جميع أجزاء الجسم بإشاراته 00 خطر 00 خطر .

    ما هي أعراض نوبة الهلع ؟
    ومن وراء هذا الستار من الظروف يقتنع المريض – بينه وبين نفسه – أنه على وشك الإصابة بذبحة صدرية أو جلطة في المخ أو أنه على وشك الجنون أو الموت ولتشخيص هذه النوبة على أنها نوبة رعب يجب أن تـنتاب المريض بصفة متكررة بمعدل أربع نوبات خلال أربعة أسابيع ، ويجب أن تحتوى على أربعة أعراض من الأعراض التالية :


    عرق غزير .
    ضيق في التنفس .
    رفرفة بالقلب .
    ضيق بالصدر .
    أحاسيس غير سوية .
    إحساس بالاختناق.
    إحساس بالتنميل .
    إحساس بالبرودة أو السخونة .
    إغماء .
    ارتجاف .
    ميل للقيء وإحساس بالإضراب في البطن .
    إحساس بالا واقعية .
    شعور بفقدان السيطرة أو الموت أو الجنون .

    وتختلف الأعراض من شخص إلى الآخر وقد تكون الأعراض شديدة مع إرهاق جسماني شديد ، مما يجعل الأطباء يخطئون التشخيص ويعتقدون فعلاً أن المريض يعانى من بداية ذبحة صدرية أو ورم بالمخ ، بل ويتم حجز المريض في الرعاية المركزة نظراً لعدم خبرة الأطباء بمرض الرعب ، وعند اكتشاف عدم وجود أي خطر فإن الطبيب يعيد المريض مرة أخرى إلى منزله وقد يتكرر هذا الوضع عدة مرات قبل أن يتم تشخيص المرض .

    ويصف أحد المرضى حاله مؤكداً أن معظم النوبات تـنتابني في مترو الأنفاق حتى أنني قد وصلت إلى حالة أنني لا أستطيع ركوبه ، مما أدى إلى أنني أصبحت على وشك الطرد من العمل وبمرور الوقت اعتدت على ركوبه رغم أن النوبات تجتاحني من وقت لآخر. و عندما تبدأ نوبة الخوف الأولى في الزوال فإن المريض يحاول إقناع نفسه أنها حالة عارضة خاصة أن الطبيب أخبره بأن يعود إلى المنزل لأن رسم القلب والفحوص أثبتت أنه سليم تماماً وأن الوضع لا يتعدى كونه إرهاق شديد في العمل ، إلا أن هذا الموقف لا بد وأن يترك ذكرى في نفس المريض حتى تجتاحه النوبة التالية .. وحينئذ فإنه يبدأ في البحث عن سبب واضح حتى أنه يتجنب الأماكن التي حدثت بها النوبات مثل ملعب الكرة أو المصعد على أنها عوامل مسببة للنوبة ، هذا وقد يركن المريض إلى العزلة معللا ذلك بأنه من الأفضل أن يعانى بمفرده بدلاً من احتمال الموقف بين الناس حيث الخوف والذل والهوان وتسمى هذه الحالة بالخوف الانعزالي ، وقد تساعد العزلة – مؤقتاً – مريض الخوف .. إلا أن الحياة الطبيعية في المنزل والعمل تصبح جحيماً حيث يستمر تتابع النوبات التي تسرق من المريض طعم الحيـاة، وفى نفس الوقت فإن هذه العزلة لا تقف حائلاً دون حدوث نوبات أخرى .

    ما هى مضاعفات مرض الهلع :
    يؤدى إهمال العلاج إلى حدوث مضاعفات للمرض ، أهمها القلق الانتظاري التوقعي حيث أن المريض لا يدرى متى تحدث النوبة القادمة لذا فهو يقضى وقته في انتظارها ، وقد أثبتت الدراسات أيضاً بأن مرض الخوف قد اقترن بالخوف من الأسواق والأماكن الواسعة المزدحمة حتى أن المريض قد يصل به الحد إلى ملازمة منزله وعدم مغادرته إلا مع صحبة موثوق بها ، وقد يصل المريض إلى حالة مقلقة جداً عندما نجده يسلك طريقاً ونمطاً واحداً في الذهاب والعودة من وإلى العمل ، ونظراً لهذا الأسلوب من الحياة المضطربة الذي يضع الأهل والأصدقاء فى موقف معاناة من المريض وبالتالي تسؤ العلاقة بينهم ، ويعتبر الاكتئاب من مضاعفات المرض 00 كذلك فإن المرض قد يقترن بالاكتئاب حيث أثبتت الإحصاءات أن مريض الاكتئاب النفسي معرض للإصابة بالرعب 19 ضعف الإنسان الطبيعي ، وقد يلجأ المريض إلى العقاقير والكحوليات مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً لأن هذه المواد التي يتناولها دون استشارة الطبيب تهوى به إلى منحدر القلق والإحباط ومزيد من الرعب .

    ما هى أسباب مرض الهلع :
    " وأن أشد الأشياء رعباً هي إنني لا أعلم أين يوجد مكمن الخطأ بداخلي ؟ هذه هي أشد الأشياء رعباً " مريض بالهلع .

    خلال السنوات الأخيرة زادت الأبحاث الطبية النفسية المتعلقة بمرض الرعب .. وقد أثبتت بعض هذه الأبحاث أن نسبة الإصابة بالمرض لدى النساء ضعف مثيلتها لدى الرجال تقريباً .. كذلك فإن المرض لا يتأثر باختلاف الأجناس أو التوزيع الجغرافي أو الاقتصادي للمرضى .

    ولأن المريض يخفى مرضه دائماً ولأن الأطباء لا يستطيعون تشخيص المرض بسهولة فإن معرفة نسبة انتشار المرض بين الناس هو شئ صعب جداً .

    وأشارت دراسة حديثة أجريت في المركز القومي للصحة النفسية بأمريكا إلى أن 10 % من الأشخاص – الذين أجرى عليهم البحث – قد أصيبوا بنوبات الرعب وأنه على أفضل الاحتمالات فإن 13 مليون أمريكي يعانون من هذه النوبات أو شبيهاتها مما يكلف الولايات المتحدة بلايين الدولارات سنوياً تحت بنود مصاريف رعاية صحية ومرتبات ضائعة وأرباح مهدرة بسبب عدم القدرة على العمل ، وهذا الرقم بالطبع سوف يقفز إلى معدلات أعلى من هذا كلما اتسعت الأبحاث وتم الكشف عن خبايا المرض .

    وكما اهتمت الأبحاث بالجوانب العاطفية للمرض فإنها اهتمت بجوانبه الجسدية حيث تم الكشف عن توارث المرض في العائلات واحتمالات انتقاله من جيل للآخر بواسطة العوامل الوراثية ولا زالت الأبحاث تمحص في هذه النقطة باحثة داخل المخ ذاته عن مفاتيح هذا اللغز حيث تنصب الدراسات على الأماكن التي يتواجد بها الموصلات الكيماوية سواء مراكز الاتصالات المعقدة في المخ أو تأثير مراكز الإحساس على الدوائر العصبية القصيرة التي يبدأ منها رد الفعل الرعبى .. هذا وقد اهتم فريق أخر بتأثير بعض المواد الكيماوية على المخ مثل ثاني أكسيد الكربون .

    تركيب الشخصية :
    وقد يتعرض بعض الناس ممن لا يعانون من مرض الرعب إلى نوبة من الرعب عند الوقوع تحت تأثير ضغط عصبي شديد بينما يعانى مريض الرعب من النوبات حتى بعد زوال الضغط العصبي ويبدأ المرض غالباً في العشرينات من العمر ، وتبدأ أول نوبة بسبب حادث شديد الوطأة مثل الطلاق أو وفاة أحد الوالدين.


    البحث عن محاولة علاجية
    " لقد ذهبت إلى الطبيب فأخبرني أنني أعاني من مرض عضال في الأعصاب وأوصاني بالذهاب إلى طبيب الأعصاب الذي لم يرض فضولي .. وبعد أجراء الكثير من الفحوص أعطاني تشخصيات غير واضحة دون إعطائى شرحاً كافياً ثم أوصاني بالذهاب إلى الطبيب النفساني " .

    يعتبر مرض الرعب هو المخادع الأكبر بالنسبة للأطباء حيث يصعب تشخيصه وغالباً ما يخلط الطبيب بينه وبين أمراض أخرى جسدية أو نفسية مثل أمراض القلب والغدة الدرقية و أمراض الجهاز التنفسى ، بل أن المريض يمضى جزئا كبيرا من وقته فى التنقل من طبيب لآخر باحثا عن المساعدة ، بل أنه قد ييأس من الشفاء فاقدا الأمل من مقدرة الأطباء إلا أن الطبيب النفسي المحنك يستطيع كشف المرض وعلاجه .

    وكأي مرض نفسي فأنه يجب على الطبيب أن يطمئن المريض وأن يفحصه بعناية محاولاً الوصول لأعماق المريض ومعرفة كل شئ عن تاريخه المرضى وعلاجا ته وما إذا كان مدمناً لأي دواء حتى يستطيع تكوين صورة عامة عن المريض يتمكن من خلالها تقديم المساعدة له .. كذلك فإن معرفة ما إذا كان المريض يعانى من أحد مضاعفات المرض مثل الاكتئاب أو الخوف من الأسواق فإن ذلك قد يساعد في برنامج العلاج الذي يجب أن يتعامل مع كل مشكلات المريض مجتمعة حتى يكون ذا فائدة.

    ويعمل الباحثون في كافة الميادين على كشف جذور المرض وتصميم أساليب تشخيصية فعالة وبرامج علاج جديدة قادرة على احتواء المرض ويوجد حاليا عدد كبير من البرامج العلاجية تستطيع مساعدة المريض بعد أن يتمكن الطبيب النفسي أولا من تهدئة الأعراض باستخدام التوجيهات التعليمية والعلاجات السلوكية .. ومن أمثلتها التدريب على الاسترخاء النفسي وبعد ما ينجح الطبيب النفسي في التهدئة من روعة الأعراض فأنه يبدأ في مساعدة المريض على التخلص من مضاعفات المرض مثل الخوف من الأسواق والقلق الأنتظارى التوقعي والاكتئاب النفسي ، وعندئذ يستطيع الطبيب النفسي أن يعمل مع المريض سويا على إيقاف تطورات المرض والتخلص من أية مشكلات اعتراضيه أخرى مترتبة أو مختفية وراء المرض .

    برنامج ناجح للعلاج
    ويحتوى برنامج العلاج الناجح على ثلاثة أنواع علاجية هي العلاج بالعقاقير والعلاج السلوكي وأخيرا العلاج المعرض . أما بالنسبة للعقاقير فهي نفس الأدوية المستخدمة في علاج مرض الاكتئاب وهى تعمل في نفس الوقت ضد مرض الرعب وهى تساعد حوالي من 75 إلى 90 % من مرضى الرعب ، وتشمل هذه العلاجات مثبطات أكسدة المركبات الأحادية الأمينية (m.a.o.i) والمركبات المشتقة من مجموعة "البنزوديازيبين" من المهدئات الصغرى كما أسفرت المشاهدات الأولية عن الاقتراب من إيجـاد مجموعة جديدة من العلاجات سوف تعطى نتائج أكثر نجاحاً وفائدة بإذن الله .

    أما عن عناصر العلاج الأخرى التي تتمثل في العلاج السلوكي والمعرض ، فأنها تبدأ بإخبار المريض بحقائق مرضه الذي يعانى منه ثم دراسة تاريخ المرض ومعرفة الموقف الصعب الذي نشأ منه مرض الرعب لدى المريض وإعادة برمجة مخ المريض بالنسبة لهذا الحدث 00 بعدها يبدأ العلاج المعرض لتغيير طريقه تفكيره ، والعلاج السلوكي لتحسين طريقة تصرفه ، ويشمل العلاج السلوكي أيضاً عمليات سلب الحساسية أو إبطالها تجاه ما يرعب المريض حيث يتم تعليم المريض تمرينات الاسترخاء أولاً ثم يتم تعريضه تدريجياً لمواقف يرهبها ويتجنبها والتي تسبب له الرعب مع تعليمه كيفية التعايش معها حتى يتجنب حدوث نوبة رعب أخرى ولأن المرض قد يكون مصاحبا بأحد الأعراض النفسية الأخرى فإن العلاج يجب تغييره حتى يناسب كل حالة على حدة كذلك فإن المتابعة العلاجية ذات فضل كبير في التعامل مع تطورات المرض المزمنة التي أمضت سنوات دون علاج خاصة إذا احتوت هذه المتابعة على إلقاء نظرة تحليلية لداخل نفس المريض .

    ومع العلاج المؤثر والأبحاث المستمرة يتأتى لنا الأمل الجديد لشفاء المرضى الذين يعانون من مرض الرعب ، وباستمرار وتهيئة التعليم الطبي فإنه يساعد الأطباء أكثر في تشخيص المرض وإعطاء المرضى المساعدة التي يحتاجونها .. كذلك فإن التشخيص المبكر يساعد بشكل ملحوظ في التقليل من مضاعفات المرض ومع العلاج السليم المناسب فإن 9 من كل عشرة مرضى سوف يحصلون على الشفاء من المرض بإذن الله وبذلك يعودون لمزاولة نشاطاتهم وحياتهم العادية

    رابعا - كيف نحمي اطفالنا
    من المشاكل النفسية



    الطفل كائن رقيق سهل التشكيل وسهل التأثر بما يدور حوله ومن هنا تكون مسئوليتنا نحن الآباء والأمهات كبيرة في تنشئة الطفل وتوجيهه .. اما الى الطريق الصحيح فينشأ شابا على نهج سليم بعيدا عن الاضطرابات والمشاكل النفسية .. واما ان ينشأ مليئاً بالعقد النفسية التي تؤدي به اما الى الجنوح او المرض النفسي

    نستعرض في هذه المشاركة الاسباب التي تؤدي الى المشكل النفسية للطفل والتي علينا ان نضعها دائما في الاعتبار ونتجنبها قدر الامكان حتى ننعم بأطفال يتمتعون بصحة نفسية جيدة

    اسباب مصدرها الاب والام
    - المعاملة القاسية للطفل والعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ.. يؤدي الى توقف نمو ثقته بنفسه ويملأه الخوف والتردد والخجل في أي شيء يفكر في القيام به ويصبح عرضة للمعاناة النفسية


    - الخلافات العائلية التي تجبر الطفل على ان يأخذ جانبا اما في صف الأم او الأب مما يدخله في صراع نفسي

    - التدليل والاهتمام بالطفل الجديد ... فمجيء وليد جديد يعتبر صدمة قوية قد ينهار بسببها كثير من الأطفال .. والطفل يتضايق الى حد الحزن حين يرى طفلا آخر قد حظي بما كان يحظى به ويمتلك أشياء لا يمتلكها أحد سواه وكل هذا بسبب تدليل الوالدين للطفل الجديد امامه وعدم الاهتمام به كما كان من قبل

    - الصراع بين الاب والام للسيطرة على الطفل والفوز برضاه فيجد الطفل منهما توجيهات واوامر متناقضة مما يضع الطفل في حيرة شديدة وعجز عن الاختيار يعرضه لمعاناة نفسية كبيرة ويؤهله للامراض النفسية فيما بعد

    - احساس الطفل بالكراهية بين الاب والام سواء كانت معلنة او خفية

    - عدم وجود حوار بين الاب والام وافراد الاسرة

    - عدم وجود تخطيط وتعاون بين الاب والام لتنمية شخصية الطفل و تنمية قدرته العقلية

    - التقتير الشديد على الطفل وحرمانه من الاشياء التي يحبها رغم امكانات الاسرة التي تسمح بحياة ميسورة

    - الاغداق الزائد وتلبية كل طلبات الطفل والمصروف الكبير الذي يعطى له بما لايتلاءم مع عمره ومايصاحب ذلك من تدليل زائد يفقد الاب والام بعد ذلك السيطرة والقدرة على توجيه الطفل وتربيته

    - ادمان احد الوالدين للمخدرات (غالبا الاب)

    - انغماس احد الوالدين في ملذاته مضحيا بكرامة اسرته ومسببا المعاناة الشديدة لاطفاله (غالبا الاب)


    اسباب مصدرها الام
    تعرض الام لبعض انواع الحمى اثناء الحمل او تناولها عقاقير تضر بالجنين اثناء الثلاثة اشهر الاولى من الحمل او ممارستها لعادة التدخين السيئة مما يؤثر على قدرات الجنين العقلية

    -الام غير السعيدة اثناء فترة الحمل
    الطفل الذي يربى بعيدا عن امه وخاصة في السنوات الاولى من عمره

    - الام المسيطرة التي تلغي تماما شخصية الاب في البيت مما يجعل رمز الاب عند الطفل يهتز

    - اهمال تربية الطفل وتركه للشغالة او المربية

    - انشغال الام الزائد باهتماماتها الشخصية وكثرة الخروج من البيت وترك الطفل

    - تخويف الطفل من اشياء وهمية كالعفاريت والحيوانات المخيفة من خلال الحكايات التي تحكى له والتي تترك اثرا سيئا على نفسيته


    اسباب مصدرها الاب
    - الأب الذي يمحو تماما شخصية الأم و يلغي دورها و أهميتها.
    - تتأثر نفسية الطفل كثيرا حينما يرى أباه وهو يشتم أمه و يضربها أمامه

    - الأب السكير الذي يعود آخر الليل مخمورا و يزعج أفراد الأسرة يؤثر كثيرا على رمز الاب لدى الطفل

    - عندما يكتشف الطفل ان أباه يكذب أو أن أباه رجل غير شريف عندها يفقد احترامه لأبيه ويبدأ في المعاناة التي قد لاتظهر الا عندما يكبر

    - انشغال الاب الزائد بعمله وعدم تخصيص وقت كاف للجلوس مع الطفل والاهتمام به

    - هجرة الاب خارج الوطن مما يجعل الطفل يفتقده كمثل اعلى وكمعلم ومرب وقدوة


    اسباب مصدرها الطفل نفسه
    - تواضع قدرات الطفل الذكائيه مقارنة بزملائه في الفصل , مما يجعله يشعر بالنقص والخجل و خاصة اذا تعرض الى ضغط زائد من مدرستة

    - وجود عاهة عند الطفل تعرضه لسخرية بقية الأطفال, كشلل الأطفال أو ضعف السمع أو ضعف أو تشويه في جسده

    خامسا- الرهاب


    تصنف الأمراض النفسية إلى ثلاثة أصناف : عضوية ، عصابية ، ذهانية. وتعتبر الأمراض العصابية والذهانية اضطرابات وظيفية ليس لها أساس عضوي واضح.

    ودون الدخول في تفريعات هذه التقسيمات سنقتصر في الحديث على قسم مهم من الاضطرابات العصابية هو المخارف أو الرهاب، ويدعى باللغة الإنجليزية Phobias.

    ولكي نفرق بين الرهاب والخوف الطبيعي والقلق النفسي ، فإن الخوف الطبيعي يكون إنعكاسا لموقف يثير الخوف في الكثير من الناس ولا يحدث أي استجابات مرضية فيما بعد.

    وفي المقابل فإن القلق شعور مبهم بالخوف ، يكون حاداً ووقتياً(ويدعى نوبات الفزع أو الهلع) أو يكون مستمراً وأقل حدة ويدعى (القلق العام أو القلق العائم).

    أما الرهاب فهو شعور شديد بالخوف من موقف لا يثير الخوف نفسه في أكثر الناس. وهذا ما يجعل المريض يشعر بالوحدة والخجل من نفسه ويتهم ذاته بالجبن وضعف الثقة بالنفس و الشخصية.

    ويختلف الناس باختلاف مصدر الرهاب ، فهناك الرهاب من الأماكن الفسيحة أو رهاب الساح ، وهناك الرهاب من الأماكن المغلقة أو الضيقة وهناك الرهاب من الأماكن العالية والحشرات .. الخ.

    وهناك الرهاب الاجتماعي ، حيث يخاف المصاب به خوفاً شديدا عند لقاء عدد من الناس ، فلا يستطيع الحديث ويضطرب ويحمر وجهه ويتلعثم وقد يضطر إلى الخروج مسرعاً لتفادي الإحراج أو قد ينقطع عن المناسبات الاجتماعية أساساً.

    ولنأخذ على مثالاً على الرهاب و هو الخوف من صعود الطائرة. هذا الخوف يصيب الكثير من الناس ، رجالاً ونساءاً ، ولكن عندما نأخذ في الاعتبار حاجة الرجل للسفر بحكم العمل وقضاء الأمور الإدارية والقانونية والمعاملات التجارية ومراجعة الدوائر الحكومية فإن الرجال قد يحتاجون للعلاج أكثر من النساء اللائي وإن كان لديهن هذا الخوف فمن السهل عليهن تفادي صعود الطائرة لعدم الضرورة.

    ومصدر هذا الخوف أفكار معينة تسيطر على المصاب ، منها :

    أولاً: الشعور بأن المكان مغلق ولا وسيلة للفرار عند الحاجة.

    ثانياً: الخوف من الإصابة بأمر ما حيث لا يوجد طبيب أو تجهيزات طبية تنقذه.

    ثالثاً: الشعور بأنه لا يملك من الأمر شيئاً ، فالطائرة معلقة بين السماء والأرض وهو لا يدري هل كل شيء على ما يرام أم أن هناك خلل ما عندما يسمع صوت منبه أو تهوي الطائرة في مطب هوائي أو تختل حركتها.

    وقد يكون أصل هذه المخاوف هو الإصابة باضطراب القلق الحاد (الفزع أو الهلع) وبالتالي فإن الشعور بعدم الأمان في حالة الإصابة بنوبة هو ما يثير هذا الخوف الشديد من صعود الطائرة.

    ومن ناحية أخرى فإن الخوف من سقوط الطائرة وما يسمعه المرء من حوادث تحطم الطائرة يجعل كل من يصعد الطائرة يفكر في هذا الأمر. ولكن هناك من يستطيع دفع هذه الأفكار بسهولة يغلّب حسن الظن بالله ثم بالمسؤولين عن الطائرة ، وهناك من لا يقدر على دفع هذه الأفكار السوداء ويستمر فيها حتى يشعر أنه لن تسقط طائرة في الدنيا غير هذه التي يستقلها ، وبالتالي فهو يشعر بالخوف وكأن الطائرة في حالة سقوط فعلا .

    من الجدير بالذكر أن هذه الفئة الأخيرة من الناس ذات تفكير مضطرب في هذا الخصوص. فلو نظرنا لأحدهم وهو مسافر لتوقيع صفقة تجارية مثلاً لوجدنا أنه أدرج كل العوامل المتعلقة بهذه العملية التجارية في حسابه وجعلها في طرفي معادلة خرج منها باحتمالات أعلى للنجاح في هذه الصفقة وإلا لما أقدم عليها أصلاً. ومع ذلك فهو لا يملك ضمانات للنجاح وقد يخسر خسارة فادحة رغم احتمالات النجاح الكبيرة التي ظهرت بها دراسة الجدوى.

    إذن هو في هذا الأمر اعتمد نظرية احتمالات حيث تمتد النسبة من صفر إلى100%. ولكن هذا الشخص نفسه وهو يخاف من الطائرة لا يحسب الأمر بنفس الطريقة ولكنه نظر إلى الحوادث النادرة جدا لتحطم الطائرات وخرج بنظرية تعتمد على إمكانية حدوث الشيء وهي دائماً 50% . فهل يمكن أن تسقط الطائرة "نعم" ، إذا في ستسقط لا محالة ، ولو فكر بنفس الطريقة وهو أن الصفقة التجارية يمكن أن تخسر "إذاً فهي خاسرة لا محالة" ، لما أقدم عليها.

    ومع أن السائد في حياتنا هو حساب الاحتمالات وليس إمكانية حدوث الشيء فإن الخائف يعتمد الثانية لا الأولى التي هي الأصح.

    وهذا يقودنا إلى كيفية التغلب على هذا الخوف. فلا شك أن المرء عندما يوقن بسقوط الطائرة ونهاية حياته سيشعر بالخوف الشديد وقد يموت قبل الموت في الحادث فعلاً ، فتتسارع دقات قلبه ويضيق نفسه وتبرد أطرافه وترتعد فرائصه ويتصبب عرقاً وقد يشعر بالدوار الشديد أو حتى الإغماء.

    عندما تكون الحالة بسيطة فقد يكون من الممكن السيطرة على الخوف فقط بإعادة الحسابات. فكم من صديق له سافر ورجع بالسلامة ، وكمن من قريب سافر ورجع سالماً غانماً ، وكم من طائرة وصلت هذا اليوم و هذا الأسبوع و هذا الشهر ولم تصب بأذى ، وكم من طائرة أقلعت هذا اليوم وهذا الأسبوع وهذا الشهر ولم يعتريها بأس ، وكم على متن هذا العدد من الطائرات من مسافرين ، كلهم تفسحوا وسعدوا وقضوا حوائجهم. هل من الذكاء أم من الحماقة أو التشاؤم الذي لا يرضاه عقل ولا دين أن نغفل عن كل هذه الرحلات الآمنية ونجعل نصب أعيننا حالات نادرة جداً ؟

    قد يقول قائل: "ولكن قد أكون أنا سيء الحظ وتكون هذه الطائرة هي التي تسقط من بين تلك الألوف المؤلفة من الرحلات". نقول له: ليس هناك ضمان ، ولكن الأغلب (الاحتمالات) أن هذا لن يحدث بإذن الله ، بدليل هذه الرحلات الكثيرة الآمنة وما يسبقها من احتياطات السلامة والوقاية والتدريب. ثم إنك يا أخي بين يدي الله ، اعمل ما عليك من أسباب ودع الأمر كله من قبل ومن بعد لله ، وكن مؤمناً حقاً بأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك.

    أما إن كان الخوف شديداً بحيث يجعل المصاب به يلغي فكرة السفر مرة بعد أخرى مما يؤثر على مجريات حياته ويحد من حركته ونشاطه الاجتماعي أو الوظيفي أو التجاري ، فإن ذلك داء يجب التداوي منه ، والحمد لله فإن العلاج سهل وبسيط وميسور.

    يعتمد علاج الرهاب على أساس دوائي يقلل من درجة الخوف ويجعل من السهل التعامل معه في حينه. ويمكن استعمال هذه العقاقير عند اللزوم وخاصة عندما تكون الحاجة إلى السفر قليلة وعلى فترات متباعدة.

    أما الطريقة الثانية ( وتضاف إلى العلاج الدوائي ) فهي تعتمد أسلوب الاسترخاء ، إذ لا يمكن أن يكون المرء مسترخيا وقلقاً متوتراً في ذات الوقت. فيتم تدريب المصاب بالرهاب على الاسترخاء حتى يتقنه بشكل ممتاز ومن ثم يتم استعماله في برنامج التحسيس التدريجي لمواجهة الخوف من صعود الطائرة بشكل متدرج حتى يتم السيطرة عليه تماماً.

    و يكون ذلك عادة على شكل جلسات مع الطبيب أو الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي وتتراوح كل جلسة من نصف ساعة إلى الساعة الكاملة مرة كل أسبوع تقريباً لمدة حوالي 12أسبوع.

    وعادة ما تكون النتائج جيدة جداً ما لم يكن هناك عوائق تؤخر مسيرة العلاج مثل الانقطاع المفاجئ أو عدم الاهتمام من المريض وخلافه...

    إرسال تعليق